رغم المخاوف التي اجتاحت الموانئ والمطارات من خطورة تفشي داء أنفلونزا الخنازير، إلا أن هذا لم يمنع مئات المغتربين من زيارة بلدهم الجزائر والعودة لقضاء عطلة صيفية بين أحضان الأهل والأقارب، حيث استقبل ميناء وهران خلال الفترة الممتدة من بداية شهر جوان إلى غاية نهاية شهر جويلية، نحو 52015 مسافرا و12307 عربة، وذلك على متن 51 رحلة بحرية قادمة من مدينتي "أليكانت" الإسبانية ومرسيليا الفرنسية. وفي هذا الإطار، أوضح "ح.عبد النور" رئيس مفتشية أقسام الجمارك لميناء وهران، أن هذا الموسم وكالعادة تم تجنيد فرق متعددة لأعوان وإطارات الجمارك، لتقديم جميع التسهيلات للعائلات المغتربة، خاصة أن هذا الموسم تزامن مع ظاهرة إنتشار فيروس "أش1 أن1" المسبب لداء أنفلونزا الخنازير، والذي أثار مخاوف العديد من المسافرين عبر العالم، الأمر الذي تطلب أخذ التدابير والإحتياطات اللازمة للوقاية من هذا المرض دون وقوع أي تذبذب في عملية مراقبة المسافرين أو الإخلال بالمهام. وأضاف ذات المسؤول أن تطبيق نظام العبور عبر المسار أو الرواق الأخضر، ساهم بكثير في تخفيف طوابير السيارات والمغتربين الوافدين بمصلحة المسافرين، حيث يخصص هذا الرواق فقط لعبور العائلات وكذا المسافرين الذين لا يملكون أمتعة كثيرة تتطلب التفتيش. كما أن نظام المسار الأخضر يتسم بالمعاينة والمراقبة العادية من قبل أعوان الجمارك، وقد استفادت منه 8811 مركبة، أي ما يعادل نسبة 72 بالمئة، وهناك تتم إجراءات عبور 500 مركبة في ظرف 3 ساعات، ويتعلق الأمر بمركبات العائلات العائدة إلى أرض الوطن، السياحة وقضاء العطلة وليس "البزنسة"، كما هو الشأن بالنسبة لبعض المغتربين والمسافرين، الذين تم إخضاعهم للعبور عبر الرواق الأحمر نظرا للشكوك التي تحوم حولهم، مما يتطلب عملية تفتيش دقيق لمركباتهم من قبل أعوان الجمارك، وهو ما يستغرق فترة زمنية، في حالة إقدام المغترب على جلب "خردوات" كأجهزة كهرومنزلية، وبعض الأشياء المحظور إدخالها للتراب الوطني مما يستدعي حجزها. وفي ذات السياق، أكد المتحدث أن تخليص إجراء معاينة وثائق المركبات على متن البواخر عمل على تقليص المدة الزمنية لمعاينة المركبات بمصلحة المسافرين، حيث تم تجنيد 3 فرق مكونة، من 3 إلى 4 جمركيين يشرفون على التكفل بهذه العملية، حيث تم تحرير 1875 وثيقة معاينة، وذلك بنسبة 79 بالمئة. وللوقوف أكثر على سير حركة عبور المغتربين لميناء وهران، فقد تم صباح أمس في حدود الساعة السابعة إستقبال باخرتين قادمتين من "أليكانت" الإسبانية، والتي تزامن رسوّها في مدة زمنية متقاربة، مما استدعى تجنيد مكثف للأعوان، حيث أن الباخرة الأولى كان على متنها 1600 مسافر، و260 سيارة. أما الرحلة الثانية، فقد كان بها 1137 مسافرا و271 مركبة، حيث قام الأعوان بجميع الإجراءات والتسهيلات المعمول بها، ليتم إنهاء عملية عبور جميع المسافرين في حدود الساعة التاسعة، حيث تصل المدة الزمنية لمعاينة المركبات 3 ساعات ونصف لكل 500 سيارة. وفي هذا المجال، أعربت العديد من العائلات المغتربة عن ارتياحها للإجراءات المقدمة من طرف المصالح المتواجدة بمصلحة المسافرين، وكذا التسهيلات المقدمة لهم مقارنة بمصلحة المسافرين بميناء مدينة أليكانت الإسبانية. هذا، ومن المنتظر أن يتضاعف عدد المغتربين المتوافدين خلال الشهر الجاري، وذلك بغرض قضاء العطلة وشهر رمضان بأرض الوطن.