شهد ساحل الشرقي للعاصمة طيلة أيام الصيف، توافدا قياسيا للمصطافين من العائلات والشباب على مستوى شواطئ بلديات عين طاية، هراوة والرغاية، بالموازاة مع ارتفاع درجة الحرارة والتحسن الملحوظ في حالة البحر، حيث عرفت الطرقات المؤدية إليها طوابير لا متناهية من المركبات أحدثت ضغطا كبيرا على مداخلها وما صاحبها من ارتفاع اسعار الخدمات المقدمة في مجال كراء الشمسيات والكراسي. ويضم الساحل الشرقي للعاصمة بداية من برج الكيفان وصولا الى الرغاية، شاطئين نموذجيين على مستوى ولاية الجزائر هما القادوس ببلدية هراوة وديكا بلاج بعين طاية، وهو ما يجعل منهما مقصدا يوميا لسكان العاصمة وحتى الولايات المجاورة، علاوة على الشواطئ الأخرى كتمنفوست بالمرسى والجزائر الشاطئ ببرج البحري التي تعج بقاصديها هي الاخرى. اختناق حركة المرور ومواقف السيارات مغلقة كانت الساعة تشير الى الثالثة مساء عندما وصلنا الى المدخل الرئيسي المتواجد بمحاذاة الطريق الرابط بين عين طاية والرغاية، حيث يضم هذا المسلك الوحيد على امتداد ما يقارب 4 كيلومترات كل من شواطئ سيركوف، لي كاناديان، ديكا بلاج والقادوس، وطرفاية حيث شكلت طوابير من السيارات علي طول الطريق. وبعد سير بطيء جدا بدأ يلوح في الأفق مدخل شاطئ سيركوف، حيث لم يسمح إلا بدخول الأفراد دون سياراتهم بحكم اكتظاظ الموقف، وهو ما دفع بعض العائلات الى الانتظار، أما الأخرى ففضلت اللجوء الى شاطئ آخر، ليأتي الدور على شاطئ لي كاناديان الذي سجل نفس المشهد إذ لا مكان لسيارة اضافية بالموقف حسب اشارة اعوان الحراسة، ليستقر بنا الأمر في طابور أمام موقف السيارات بشاطئ ديكا بلاج الذي لم يسع موقفه الكم الهائل من السيارات القادمة، وهو ما دفعنا إلى النزول من السيارة واستطلاع الأجواء بالشواطئ في انتظار ايجاد مكان شاغر للسيارة بالموقف امام الاقبال القياسي للمصطافين. جيوش بشرية وخدمات بأسعار ملتهبة إن وجدت أول ما لاحظناه ونحن ننزل الى شاطئ ديكا بلاج، هو العدد الهائل من الشمسيات المنصوبة والمتباعدة فيما بينها ببضع سنتمترات، حيث تكاد رمال الشاطئ لا تظهر للعيان، فالكل جاء للاستمتاع بالبحر كما أخبرنا أحد المصطافين تعود على ارتياد الشاطئ بشكل منتظم. وقال آخر وهو يبحث عن مكان لنصب شمسيته، وابناؤه الصغار ينتظرون على احر من الجمر للارتماء في احضان البحر نهاية الاسبوع ''فرصتنا نحن العمال للظفر بنصيب من الراحة رفقة اطفالنا متى استطعنا''. عدنا الى الوراء قليلا نحو شاطئ لي كانديان وسيركوف لمعرفة مدى اقبال المصطافين، لنجد نفس الأمواج البشرية تغطي الرمال على مسافة اكثر من كيلومتر ونصف مشيا، كما وجدنا بعض الشباب يمارسون هوايتهم المفضلة في السباحة وسط الصخور هروبا من الحشود البشرية... وقد استوقفتنا اسعار خدمات كراء ولوازم البحر على مستوى هذه الشواطئ التي ارتفعت لتصل الى ما يقارب 500 دج للشمسية و250 دج للكراسي، غير أن هذه الاسعار الملتهبة لم تمنع من نفادها بسرعة امام الطلب الكبير عليها من طرف العائلات والشباب. شاطئ القادوس.. الملاذ الوحيد بعد نحو ساعتين من رصد الوضع بهذه الشواطئ، عدنا أدراجنا الى موقف السيارات حيث بقي الوضع على حاله، دون تقدم سيارتنا بمرتبة واحدة، فالكل لا يريد الخروج، فشهر رمضان على الأبواب، ولم يكن امامنا سوى اللجوء الى شاطئ القادوس الذي يستوعب موقف السيارات به كل وافد إليه، خاصة مع امكانية توسيع مساحته في اوقات الذروة وهو ما حدث فعلا، لنستمتع بدورنا بجمال البحر حتى مغيب الشمس تاركين المكان وهو يعج بالمصطافين والوافدين إليه، خاصة وأن اسدال الستار على فصل الصيف بات وشيكا بحلول شهر الصيام.