تعمل إدارة مؤسسة تسيير الخدمات والمنشآت المطارية المشرفة على تسيير مطار الجزائر هواري بومدين على إنهاء مخطط توجيهي يخص مجال التطوير المستقبلي لمحيط المطار وإمكانية استغلال مساحات إضافية لإنجاز مشاريع جديدة في إطار رفع الطاقات الاستيعابية لهذا المرفق الحيوي، مستفيدة في مسعاها من الحماية القانونية التي وفرتها الدولة لمحيط المطار، من خلال منع استغلاله لأية أغراض خارجة عن الوظائف الأساسية للمطار. وكانت الحكومة قد صادقت في نوفمبر الماضي على مرسوم تنفيذي يمنع التوسع الحضري بالمناطق المحيطة بمطار الجزائر هواري بومدين والتي تم قبل ذلك تحريرها بتحويل بعض المنشآت والمؤسسات التي كانت مقامة هناك وذلك لدوافع أمنية بحتة مع الاحتفاظ بتلك المساحات لإنجاز مشاريع توسعية محتملة تخص مؤسسة تسيير مطار الجزائر. وتسعى إدارة هذه المؤسسة التي تحصلت على شهادتي اعتراف دوليتين ''إيزو'' تخص جانبي ''المناجمنت'' المندمج بين النوعية واحترام البيئة، إلى الظفر بتصديق ثالث على شهادة دولية تخص جانب الوقاية والأمن والنظافة ولذلك فهي تعمل عاليا على تكثيف برامج التأهيل التي تسمح بضمان احترافية العمال المتخصصين في هذه المجالات. ومن جانب آخر شهدت حركة تنقل المسافرين عبر مطار الجزائر هذه الأيام حركية مكثفة، لكنها بنسبة أقل من تلك التي كانت قد عرفتها في بداية شهر جويلية المنصرم، والتي تسببت في إحداث ضغط كبير على هذه المنشأة بفعل التوافد الكبير للمغتربين الذين فضلوا قضاء عطلهم الصيفية مع الأهل والأقارب في أرض الوطن، وكذا تفضيل العديد من الجزائريين وجهات خارجية لقضاء عطلة الصيف، خاصة مع تزامن شهر أوت هذا العام مع حلول شهر رمضان. وقد بلغ العدد الإجمالي للمسافرين الذي تنقلوا عبر مطار الجزائر في شهر جويلية وحده 335 ألف مسافر منهم 200 ألف مسافر غادروا البلاد نحو وجهات خارجية و135 ألف مسافر توافدوا على الجزائر وهو عدد معتبر يفوق بنحو 2 بالمائة العدد المحدد في توقعات السلطات العمومية في إطار إنجاح العملية الخاصة بموسم الاصطياف، وكذا بالنظر للمعدل السنوي لحركة المسافرين عبر هذا المطار والمقدر بنحو 5,2 مليون مسافر، وذلك بالرغم من بعض الاضطرابات الظرفية التي عرفتها حركة النقل الجوي بالمطار، على غرار تلك التي صاحبت إضراب مرشدي الملاحة الجوية بفرنسا والتي خلقت اضطرابا في الرحلات باتجاه المطارات الفرنسية انطلاقا من مطار الجزائر. وتسهر لجنة تسهيل استقبال المسافرين بمطار الجزائر والتي تم تنصيبها من قبل السلطات العمومية ويشرف على رئاستها السيد طاهر علاش الرئيس المدير العام لمؤسسة تسيير خدمات ومنشآت مطار الجزائر على ضمان السير الحسن لحركية المسافرين داخل هذه المنشأة الحيوية خلال موسم الاصطياف وشهر رمضان الكريم وذلك بالاعتماد على برامج الرحلات التي تعدها شركات الطيران. وقد تم لهذا الغرض توظيف نحو 30 عاملا موسميا تم توجيههم لمهام مرافقة المسافرين ولا سيما منهم الفئات الهشة والعائلات وتوجيههم أثناء الوصول والذهاب، وبالتالي دعم أداء الموارد البشرية التي تعتمد عليها المؤسسة في هذا الموسم والبالغ عددها إجمالا 1250 عاملا. وقد سمحت كل التدابير التي اتخذتها إدارة المؤسسة، وتسهر على متابعتها اللجنة الخاصة التي تضم ممثلين من عدة قطاعات كوزارتي النقل والشؤون الخارجية ومصالح الأمن الوطني والجمارك الجزائرية، بامتصاص حالات الضغط التي عادة ما كان يعاني منها مطار الجزائر في مثل هذه الظروف، والتي لم تعد تقلق مسؤولي مؤسسة تسييره بالنظر إلى الطاقات الاستعابية الهائلة التي يمتاز بها مطار الجزائر والمقدرة ب6 ملايين مسافر، ليبقى المسعى الوحيد الذي تطمح إلى تحقيقه إدارة المؤسسة التي لازالت مرتبطة بعقد تسيير مع شركة ''مطارات باريس''، هو ترقية نوعية الخدمات المقدمة وتحسينها بشكل موافق للنظم العالمية، ويضمن احترافية كافة جوانب الخدمة المقدمة في هذه المنشأة الحضرية.