تواجه فئة من الشباب العاصمي خلال هذه الصائفة حالة من الضياع والحيرة جراء نقص المرافق الترفيهية وغلق معظم دور الشباب والرياضة والثقافة التي دخلت في عطلة وحولت كل مرتاديها لا سيما من الفتيات الماكثات بالبيوت إلى عطلة إجبارية، فيما لا يجد الشباب المقتدر سوى نوادي الأنترنت للهروب من حرارة الصيف الخانقة والترويح عن النفس بعد أن ضاقت جميع الشواطئ وأماكن التسلية بالمصطافين. وفي غياب أية ضوابط واضحة توصد معظم الأماكن العمومية المخصصة لجلب الشباب على غرار دور الشباب والثقافة أبوابها في وجه فئات من المجتمع هي الأحوج إلى تلك الأماكن، خاصة خلال الصيف، حيث لا يجد العديد من الشباب والشابات أماكن يتوجهون إليها في هذا الموسم الحار الذي يعرف هجرة جماعية لكل العائلات لقضاء العطلة السنوية لمن استطاع ولمن توفرت لديه الإمكانيات، وحسب العديد من الفتيات فإن غلق دور الشباب والثقافة أبوابها خلال شهري جويلية وأوت اضطرهم إلى المكوث بالبيت وهن اللواتي كن يقضين أوقاتا مسلية ومفيدة عوضتهم عن خنقة البيت وروتين أشغاله التي لا تنتهي، وفي حين تجد العائلات طريقا نحو الترويح عن النفس وقضاء العطلة، تبقى هذه الفئة حبيسة البيت أو الخرجات المحدودة نحو الأعراس أو شواطئ البحر بالنسبة للشباب. ومع حلول فصل الصيف بالجزائر تتسارع العائلات أفواجا وجماعات نحو البحر الذي تتكدس شواطئه، فيما خططت الطبقة المتوسطة مسبقا لقضاء الإجازة في تونس أو ما شابه، والطبقات الأخرى تطمع في مخيمات الصيف لتسكين الأطفال فيها لبعض الوقت. أما بالنسبة للأغلبية سيكون الحال كالمعتاد حفلات زواج والشعور بالملل داخل البيت أو الحي، أما الشباب فيحاولون إيجاد مخارج له عبر نوادي الانترنت التي توفر الأجواء المنعشة والمكيفة و''المتعة'' من خلال ما سيستفيد منه عبر الانترنت. وقد وجد العديد من الشباب متنفسا مناسبا له بنوادي الانترنت على الرغم من تكاليفها التي تبقى بعيدة عن متناول الكثير من الفئات الشبانية البطالة، إلا أن قضاء سويعة أمام الأنترنت مقابل 50 دج قد لا يفسد للود قضية، ويمكن تدبرها بحسب ''محمد.ش'' البالغ من العمر 22 سنة والذي وجدناه ينتظر دورا له بإحدى مقاهي الانترنت، حيث أكد أن هذه النوادي توفر الراحة والانتعاش بتوفرها على مكيفات هوائية إلى جانب قضاء حاجة كل فرد من خلال تصفح الأنترنت. وعلى الرغم من أن للإنترنت دور كبير في الترفيه واستثمار أوقات العطل الصيفية وكذا في زيادة المعارف، تبقى المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الكبار عامة والصغار خاصة خلال استخدام هذه الوسيلة بحرّية أمرا غير مقبول، إذ لابد من الدور الأسري التربوي والتوجيهي الذي من شأنه أن يضبط تصرفات الأبناء الأطفال منهم والمراهقين، علما أنهم الفئة الأكثر ترددا على نوادي الانترنت خلال الصائفة، بحيث يشارك معظمهم في غرف الدردشة مع أشخاص قد يشكلون خطورة عليهم-.