شارك مؤخّرا الشاعر والباحث الجزائري حبيب تنغور صاحب ''القوس والندبة'' و''عجوز جبل'' في الدورة الأولى من المهرجان الشعري ''أصوات حيّة - من متوسّط إلى آخر'' الذي دام تسعة أيامٍ وتسع ليال في مدينة سيت (جنوبفرنسا). وبلغ عدد الشعراء العرب المدعوين إلى هذه الدورة تسعة وعشرين من بينهم فوزية أبو خالد وعيد الخامسي من السعودية، علي الشرقاوي من البحرين، أحمد راشد ثاني من الإمارات، فاضل العزّاوي وصلاح الحمداني وصلاح نيازي من العراق، عاشور الطويبي وصالح قادربوه من ليبيا، مبارك وساط ومحمد لعمراوي من المغرب، إبراهيم سعيد من عمان، غسّان زقطان وزكريا محمد من فلسطين، منذر المصري من سورية، أمينة سعيد ومحمد علي يوسفي وعبد الوهاب الملوِّح من تونس. وتهدف هذه التظاهرة إلى خلق فضاءٍ خصب وفسيح تعلو فيه أصوات الشعراء المتوسّطيين، حيث حصلت القراءات في حدائق عامة أو خاصة جميلة داخل المدينة وفي شوارعها الضيّقة الحميمة وساحاتها الفاتنة، وأيضاً على مراكب صيد عند الشاطئ أو في مواقع تطّل على البحر وعلى ''المقبرة البحرية'' التي يرقد فيها الشاعر بول فاليري. وقد دعي لهذا المهرجان عدد كبير من الوجوه الشعرية المتوسّطية مثل ميشال دوغي، ليونيل راي وبرونو دوسي وجان ميشال إسبيتاليي من فرنسا، أدونيس وصلاح ستيتيه وفينوس خوري غاتا، غسّان زقطان وطاهر رياض من العالم العربي، وآدام بوسلوجيك من صربيا وأومبرتو فيوري من إيطاليا وليوبيتا لابوفيتش من المونتينيغرو. ولأن تأثير الحضارات المتوسّطية يتعدّى حدودها الجغرافية، تم دعوة شعراء مهمّين من بلدان بعيدة عن هذا الحوض مثل لويس ميزون من شيلي ونمرود من تشاد وجان ميتيلوس من هاييتي ودونيز بوشي من مقاطعة كيبك الكندية. وساهمت حفلات الموسيقى والرقص والمسرح التي نُظِّمت في المساء على هامش المهرجان في نجاحه نظراً إلى أهمية الفنانين المدعوين، كشارلوت رامبلينغ وجان لوي ترانتينيان ودانييل مالينغو وسافو وخوليا ميغينيز وإيف جامي وزيا أزازي ونينا دو فويغو وبويكا وأوركسترا باريس الوطنية. وجديد هذه الدورة، هو قيام لجنتها بإصدار، إلى جانب الانطولوجيا التي تضم قصيدةً لكل شاعر مدعو ونبذة عن حياته، خمسة دواوينٍ شعرية باللغة الفرنسية وبلغة الشعراء الخمسة المختارين، حصة العالم العربي منها ديوانان، ولهذا العام اختير ديوان ''مثل حلم في الظهيرة'' لغسان زقطان وديوان ''برقٌ في غابة'' لمبارك وسّاطو. في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى تشكيل المهرجان مختبراً حقيقياً لترجمة الشعر نظراً إلى تكليفه مترجمين معروفين بنقل نحو ثلاثين قصيدة لكل شاعر أجنبي مدعو إلى اللغة الفرنسية. لكن أهمية هذا المهرجان لا تكمن فقط في هذه النقطة أو في مسألة إسماع أصوات الشعراء المتوسّطيين وتسليط الضوء على مسار كلّ منهم وعالمه وخصوصيات كتابته من خلال نقاشاتٍ وحوارات مرصودة لهذه الغاية، بل في توفيره أيضاً لهؤلاء الشعراء فرصة التفاعُل في ما بينهم وتعرفهم إلى اختباراتهم وكتاباتهم، وهي مسألة غير متوافرة بهذا المستوى في أي مهرجانٍ آخر، خصوصاً في عالمنا العربي. وللإشارة، فإنّ الأستاذ حبيب تنغور من مواليد مدينة مستغانم، مختص في علم الاجتماع، دارت أبحاثه حول الزوايا والطرق الدينية، ومن مؤلفاته بالفرنسية: ''القوس والندبة'' (شعر 1983م) و''عجوز جبل'' (شعر 1983م).