منذ سنة عشنا ما يسمى كابوس فيروس انفلونزا الخنازير الذي استنفر أعتى الدول وأفقرها، فكان الحديث مركزا على هذا البعبع وما أثاره من مخاوف لدى ساكنة العالم وتحذيرات تقارير منظمة الصحة العالمية من سرعة انتشاره وأخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الاصابة بالعدوى. ونتذكر جيدا تقارير هذه المنظمة التي زرعت الهلع في نفوس سكان العالم، عندما اشارت الى أن هذا الوباء سيمتد لسنوات اخرى بسبب صعوبة التحكم فيه، مقدمة بشكل دوري احصاءاتها عن عدد الضحايا الذين خلفهم هذا الوباء الذي حصد حسب هذه الاحصائيات 18 الف شخص في العالم. لكن منذ بضعة أيام تطل علينا هذه المنظمة بخبر ''مفرح'' تعلن فيه عن انتهاء انتشار هذا الوباء، في الوقت الذي حققت فيه العديد من المخابر الدولية اهدافها بتصدير مخزونها من الأدوية للعديد من الدول التي لم تنجح بدورها في اقناع مواطنيها بتعاطيها بسبب الشكوك التي ساورتها، مما تسبب في تكدسها ومن ثم ذهاب ملايير الدولارات في مهب الريح. فالشك حول حقيقة هذا الداء وضع العديد من علامات الاستفهام حول طبيعته وخطورته، ليس بسبب الوباء نفسه بل للدعاية الكبيرة التي رافقته وأعطته حجما اكبر منه تطلب صرف ملايير كان بإمكانها أن تجتث الاوبئة المتفشية في افريقيا. ومثلما ظهر هذا الفيروس بطريقة غامضة رحل عنا ايضا غامضا حاملا معه اسراره التي اعتراها الريب قد تنكشف خلال السنوات القادمة، لنتساءل على من سيكون الدور لاحقا بعد الطيور والخنازير والماعز ،، والاكيد أن ذلك ليس مهما حتى وإن كان السمك...لأن المهم هو الاستثمار في المرض حتى وإن كان وهميا.