انطلقت ليلة أمس بقسنطينة حملة التبرع بالدم التي يشرف عليها مركز الدم التابع لمديرية الصحة بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، والتي برمجت عبر مختلف مساجد الولاية لاستغلال فرصة التوافد الكبير للمصلين على المساجد خلال صلاة التراويح، وبذلك رفع المخزون من الدم الى أكبر قدر ممكن وتأمين أكياس هذا السائل الحيوي للمحتاجين من المرضى عبر مختلف عيادات ومستشفيات الولاية في ظل نقص التبرع الذي شهده فصل الصيف. وقد أكد المسؤول عن هذه العملية، أن الفرق الخاصة بمركز الدم ستجوب بمعدل 3 إلى 4 مساجد في الليلة الواحدة، حيث ستبدأ العمل مباشرة بعد صلاة العشاء إلى ما بعد التراويح وتمدد ساعات العمل في حالة وجود عدد كبير من المتبرعين الى حدود الساعة الواحدة الى الثانية صباحا. هذا، وقد ارتأى المشرفون على العملية اختيار مسجد الأمير عبد القادر الذي يتسع لحوالي 16 ألف مصل بالقاعة الكبرى و60 ألف مصل بالساحة الخارجية، ليكون أول محطة لفريق جمع الدم، وبذلك ستكون الانطلاقة رمزية من أكبر مساجد قسنطينة وحتى أكبر المساجد عبر التراب الوطني، كما ستتنقل فرقة أخرى بالموازاة مع ذلك الى مسجد الامير عبد القادر بدائرة حامة بوزيان لجمع الدم واستغلال هذه الفترة التي يكثر فيها الخير والإحسان والتضامن بين أبناء هذا الوطن الواحد. وقد تنقلت أمس السبت فرق جمع الدم التي تأمل في الحصول على أكبر كمية من الدم خلال هذا الشهر الفضيل، الى مسجدي الفرقان بحي فيلالي والتوبة بحي بيدي لويزة، على أن تكون ليلة اليوم الأحد مخصصة لمسجدي فاطمة الزهراء بسيدي امسيد والكوثر بحي قدور بومدوس لتتوسع العملية وتشمل كل مساجد الولاية في الأيام المقبلة. للإشارة، سجل مركز نقل الدم بقسنطينة بارتياح عملية جمع الدم خلال شهر رمضان من السنة الفارطة، حيث بلغ عدد المتبرعين الى غاية الاسبوع الأخير من شهر رمضان 2000 متبرع، إلا أن الكمية كانت غير كافية حسب المسؤولين بمركز الدم، خاصة إذا ما تعلق الامر بالصفائح الدموية التي لا تزيد مدة حفظها عن 5 أيام والتي تشهد طلبا كبير، خاصة بمصالح أمراض الدم، السرطان والتوليد، حيث يحتاج مريض واحد من المصابين بسرطان الدم، حسب الاطباء، الى حقنة بها صفائح 8 متبرعين مرتين في اليوم، ما يجعل حياة مريض واحد من مرض سرطان الدم مرتبطة بتبرع 16 شخصا يوميا. هذا وتطرح أيضا قضية الفصائل الدموية السلبية نفسها بحدة، حسب الأطباء، خاصة وأن الخرجات اليومية لفرق جمع الدم، أثبتت أنه لا يتم العثور على متبرعين من أصحاب الفصائل الدموية السلبية، خاصة فصيلة (O) سلبي إلا نادرا، حيث تشير الإحصائيات، إلى أنه ومن بين 200 متبرع لا يوجد من بينهم سوى 4 إلى 5 من أصحاب الفصائل السلبية.