افتتح أول أمس بمكتبة ديدوش مراد، ''مقهى رمضان الأدبي'' الذي خصص في عدده الأول لإحياء اليوم الوطني للشعر والوقوف عند ابداعات بعض الشعراء الجزائريين طوال الستة عقود الفارطة. اللقاء تناول ''مسار وبصمات بعض الشعراء الجزائريين''، إذ قدم الأستاذ الناقد والشاعر عبد الرحمن جلفاوي، قراءة في عدد من أعمال بعض الشعرء الجزائريين الذين كتبوا بالفرنسية وكانت له معهم علاقة مباشرة، من هؤلاء الشعراء، ذكر الأستاذ جلفاوي، كاتب ياسين، الذي اعتبره أحد المجددين في الشعر الجزائري المعاصر المكتوب بالفرنسية، وقد قرأ المحاضر مقاطع من قصيدة ثورية كتبها في سنة 1946 ونشرها بعنابة. ثم قرأ له نصا آخر نشره سنة 1951 بمجلة ''أوروب'' بعنوان ''كملوت ونجمة'' ويمثل قمة الإبداع، حيث صنف كأحد روائع الشعر الانساني إذ جمع فيه كل الآلام والآمال والأفكار والأماكن، الأمر الذي أدهش الساحة الأدبية العالمية ووصفته بالشعر الناضج، ولم يكن كاتب ياسين حينها يتجاوز الخامسة والعشرين. قرأ الأستاذ جلفاوي لياسين أيضا مقطعا من نص ''العيش'' "C'est Vivre" الذي كتبه في منتصف الخمسينيات ومجد فيه مولود فرعون وجون عمروش وفانون. الاسم الثاني الذي توقف عنده المحاضر، هو الروائي رشيد بوجدرة الذي بدأ شاعرا متمكنا حيث نشر سنة 1967 قصيدة ''لكي لا نحلم'' بالفرنسية وذلك بتشجيع من جون سيناك، واستحضر المحاضر أيضا اسم الشاعر بشير حاج علي الذي اتخذ من قصائد الشعبي المغناة ايقاعا، لاشعاره باعتباره مختصا في علم الموسيقى فكتب قصيدته المشهورة ''عرفان وعطر'' المستمدة من قصيد ''يوم الجمعة خرجو الريام''. وعلى هامش اللقاء أكد السيد جلفاوي ل''المساء''، أن الشعر ليس مرتبطا بمناسبة معينة، إذ يمثل وظيفة يومية للمجتمع فالناس محتاجون دوما للحلم وللأشياء البسيطة التي تترجم حياتهم، والشعر يتجاوز اللغة إلى التعبير الحقيقي والصادق والبسيط والممتع والريتمي المحمل بالتجارب الإنسانية للإنسان أينما وجد. بالمناسبة، أشار المحاضر الى أن اختياره لهؤلاء الشعراء كان على سبيل الاختيار لا الحصر، إذ أن الساحة الشعرية في الجزائر طيلة ال60 سنة الفارطة عرفت أسماء لا تقل حضورا تستحق أن تذكر كل يوم لا أن تحصر في يوم الشعر فقط.من جانب آخر، حث المحاضر على ضرورة وجود الشعر في حياتنا كحافظ للقيم الإنسانية الجميلة في عالم يسوده ''التصنيع'' و''التكنولوجيا''. للتذكير، فقد غاب عن هذه الجلسة الشعرية الأستاذ مرزاق بقطاش، الذي كان من المنتظر أن يقدم قراءات لنصوص شعرية جزائرية مكتوبة باللغة العربية.