استحسن المواطنون الأمطار المتهاطلة طيلة الأربع والعشرين ساعة الماضية على العديد من ولايات الوطن والتي أضفت انتعاشا على الأجواء الرمضانية التي تميزت بالحرارة المرتفعة خاصة بالولايات الداخلية ولقد اعتبرها كثيرون بردا وسلاما على الصائمين ما لم تخلف أضرارا، فيما يبدي آخرون تخوفا من التقلب العكسي لأحوال الطقس بارتفاع كبير لدرجات الحرارة والتي أعلنت عنها مصالح الأرصاد الجوية بدءا من نهاية الأسبوع. ولم تمنع الأمطار المتهاطلة على العاصمة وبعض ولايات الوسط الجزائريين من الخروج إلى الشوارع وقضاء سهرات رمضانية بل واعتبر العديد منهم الأمطار الرعدية التي لم تنقطع طيلة ليلة الأربعاء بالرحمة الربانية وبركة من بركات هذا الشهر الفضيل، فيما اتجهت دعوات المصلين إلى التضرع لله بأن لا تتحول هذه النعمة إلى نقمة بعدم تسجيل فيضانات تتسبب في قطع الطرقات وانهيار البنايات. وفي تغيير مفاجئ اخترق الشتاء أجواء الصيف الحارة لتضفي الأمطار على الأجواء برودة وانتعاشا استحسنه المواطنون الذين كانوا جد متخوفين من رمضان هذا العام بالنظر إلى الحرارة المرتفعة ومدة الصوم التي تمتد إلى 16 ساعة في اليوم وهو ما قد لا يتحمله الكثيرون لا سيما كبار السن والعاملين الذين يستشعرون أكثر أجواء رمضان الذي استقر هذا العام في أكثر شهور السنة حرارة. غير أن العارفين بخبايا شهر أوت من أصحاب الخبرة لم يخفوا تخوفهم من انقلاب ''الحال'' إلى النقيض، حيث انه غالبا ما تجلب أمطار الصيف الحرارة المرتفعة جدا والتي لن تتلاءم وشهر الصيام الذي يتهافت فيه الصائمون وراء شرب الماء بشكل كبير، الأمر الذي يمنعهم من الأكل الجيد وبالتالي ظهور علامات التعب والفشل على الصائمين وبلغة المختصين يشير الشيخ فرحات الخبير في الأحوال الجوية ان الاضطراب الجوي الذي شهدته العديد من مناطق الوطن هو أمر عادي وطبيعي وتجلى خصوصا بطقس متقلب وبرودة نسبية مع تسجيل هطول كميات معتبرة من الأمطار الرعدية خلال ال24 ساعة الماضية خاصة بولايات الوسط على غرار العاصمة البليدة، تيبازة، بومرداس وتيزي وزو، بالإضافة إلى منطقة الساورة كبشار التي سجلت كميات معتبرة من الأمطار التي تسببت في فيضان وادي بشار. واعتبر الشيخ فرحات في اتصال مع ''المساء'' هذه التقلبات عادية ولا علاقة لها بما تعرفه مناطق آسيا من انقلاب كارثي في أحوال الطقس والفيضانات التي أغرقت مدنا بأكملها غير أن للتغيرات المناخية والاحتباس الحراري مسؤولية فيما يحدث من تغيرات... ويشير فرحات إلى أن مصلحة الأرصاد الجوية تتوقع عودة موجة الحر مع بداية عطلة نهاية الأسبوع، حيث يرتقب ارتفاع محسوس في درجات الحرارة. وستتجاوز درجات الحرارة المرتقبة لنهاية الأسبوع ال35 درجة مئوية بالعاصمة وولايات الوسط فيما سيتم تسجيل درجات تتعدى ال41 بالمناطق الداخلية على غرار بوسعادة وما جاورها، وتبقى هذه الأرقام المتوقعة وتلك المسجلة عن التقلبات عادية وفصلية بحيث يؤكد محدثنا أننا ما زلنا في فصل الصيف المعروف بحرارته المرتفعة والذي يستمر عادة إلى غاية نهاية أكتوبر وبالتالي فإن عودة الحرارة وتأرجح درجاتها بين العادي والحار يبقى عاديا ومتوقعا. وتبقى حوادث الطرقات أكثر ما يخيف المصالح الأمنية في مثل هذه الحالات والأوقات الممطرة حيث تشير مصالح الحماية المدنية إلى تسجيل العديد من الحوادث المرورية القاتلة والتي تشير إليها الأرقام المعلن عنها من قبل مصالح الدرك الوطني التي أعلنت عن وفاة عشرة أشخاص وإصابة 74 آخرون في سبعة وعشرين حادث مرور وقع أول أمس الثلاثاء عبر كافة التراب الوطني، علما ان أهم الأسباب التي أدت إلى وقوع هذه الحوادث هي السرعة المفرطة فوق أرضية زلقة عقب سقوط الأمطار.