منذ سنوات عدة، أصبحت منجزات قطاع الموارد المائية تشكل مصدر ''فخر'' للسلطات العمومية التي تمكنت من تحقيق منجزات ضخمة تتعلق بتوفير مادة الحياة وحمايتها واقتصادها عبر عدة استثمارات وإنشاءات في قطاع المياه، ثمَّ توزيعها بشكل عادل حتىَّ يُحققَ التوازن البيئي والحيوي بين ما هو موجه للاستعمال المدني وما هو للاستغلال المنزلي وما سيُسخرُ للاستعمالات الزراعية·فقد شهدت الجزائر إنجاز سدود ومركبات ضخمة وتسليم محطات لتحلية مياه البحر، بينها محطة الحامة التي تصنف الأكبر من نوعها في القارة الإفريقية، مما يضمن توزيعا منتظما للمياه على مدار 24 ساعة في العديد من المدن والأحياء، وبشكل عام، فإن أهم منجزات القطاع تتمثل فيما يلي: استلام 8 أنظمة تحويل كبيرة أهمها مركبات بني هارون وتاقسبت ومستغانم-أرزيو-وهران· تشغيل 11 محطة لجر المياه· تسليم مع نهاية السنة الجارية كافة محطات تحلية مياه البحر على التوالي بكل من أرزيو والجزائر العاصمة وبني صاف وسكيكدة وسوق الثلاثاء، مرفوقة بالمنشآت البعدية· إنجاز 27 محطة لتطهير المياه المستعملة وتشغيل نظامين هامين للتطهير ولمكافحة ارتفاع منسوب المياه بورقلة وواد سوف· إنجاز وتجهيز 9 مساحات ري كبرى على مساحة إضافية تقدر ب48.000 هكتار· إنجاز 103 ممسكات مائية موجهة للري·لكن·· ورغم أن منجزات العشرية الأخيرة تعتبر غنية في مجال الموارد المائية، لكن السلطات العمومية في الجزائر تدرك تماما أن الرهان لم يتحقق بعد وأنه بالإمكان تأمين الثروة حاجة المواطن من المياه باعتماد على آخر وسائل التكنولوجيا واستثمار موارد مالية إضافية·في هذا الإطار، يتوقع أن يتم قريبا مايلي: استلام مشروع التزويد بالماء الشروب لتمنراست انطلاقا من مياه عين صالح الجوفية، في الثلاثي الأخير من سنة ·2010 انطلاق أشغال إنجاز مشروع تحويل المياه نحو سهول سطيف العليا مع إنجاز 3 سدود· تواصل أشغال إنجاز 13 محطة لتحلية مياه البحر لبلوغ قدرة إنتاج 26.2 مليون متر مكعب في اليوم· إطلاق مناقصات لأشغال توسيع نظام بني هارون من خلال ربط السدود الخمس التي تشكله·وبخصوص برنامج تطوير قطاع الموارد المائية خلال الفترة الممتدة بين 2010 و,2014 يسعى هذا الأخير إلى الحفاظ على نفس الجهود المكثفة وتتمثل أساسا في: إنجاز سدود جديدة ورفع مستوى بعض السدود الأخرى بغية رفع قدرة التقاط المياه السطحية من 1 · 7 إلى 1 · 9 مليار متر مكعب، أي ارتفاع بأكثر من 30 بالمائة· إنجاز 6 مشاريع تحويل كبرى و14 مشروع جر· إصلاح شبكات التزويد بالماء الشروب على مستوى 32 مدينة و إصلاح شبكات التطهير ب24 مدينة· إنجاز 64 محطة جديدة لتطهير المياه المستعملة لبلوغ قدرة معالجة إجمالية تقدر ب740 مليون متر مكعب في السنة· إنجاز أشغال تهيئة في مجال الري والفلاحة على مساحة 000 125 هكتار جديدة· إنجاز 100 ممسك مائي جديد موجه للري· محطات التحلية··شاهد على ''الثورة''وبالموازاة، تمت مباشرة برنامج هام لتحلية مياه البحر، وسيغطي في نهاية سنة 2009 مجموع 13 محطة، بإنتاج نحو26ر2 مليون متر مربع في اليوم، أي 825 مليون متر مكعب في السنة· وستمثل هذه الكمية ما يعادل ثلث منسوب السدود التي كانت موجودة إلى غاية سنة ·2000ومن شأن هذا البرنامج الاستراتيجي تحرير البلد من التبعية لمياه الأمطار، لتزويد سكان المناطق الساحلية بالماء الشروب، ولا سيما غرب البلد الذي يعاني من عجز خطير و مزمن في مياه الأمطار· وقد دخلت محطتين من بين المحطات ال13 مرحلة الإنتاج، وهي محطة أرزيو بالنسبة لوهران، و محطة الحامة بالنسبة للجزائر العاصمة، فيما تم إبرام نحو 10 عقود إنجاز محطات من بينها مشاريع انطلقت بها الأشغال، وأخرى هي بصدد الانطلاق·للإشارة، فان البرنامج الوطني لتحلية مياه البحر يضم إنجاز 13 محطة تحلية بقدرة إجمالية تصل إلى 2.2 مليون متر مكعب يوميا من المياه المحلاة التي من المنتظر ان تزود سكان الولايات الشمالية بالمياه الصالحة للشرب بصفة منتظمة·وحسب العديد من المراقبين لعمل القطاع، فإن تحقيق رهان توزيع المياه الصالحة للشرب بشكل منتظم، من شأنه أن يعزز من خلق مناخ اجتماعي مناسب للاستقرار، على اعتبار أن العديد من الاحتجاجات الشعبية في عدد من الولايات إنما كان محركها الأساسي مطالب سكانية مشروعة بتوفير المياه الصالحة للشرب، وبالتالي فإن تحقيق رهانات القطاع التي تضمنها برنامج رئيس الجمهورية ويشرف عليها الوزير عبد المالك سلال، من شأنه أن يكون عامل استقرار أساسي في البلاد·