من الأمور المهمة لدى الأسرة التيارتية في استقبال رمضان هي القهوة التي تحضر بطريقة مغايرة. فقهوة ''الدق'' كما هي معروفة في تيارت لا تقوم إلا على مجموعة من التوابل، منها الفلفل الأسود والكمون والقرفة والحرور. تخلط كل هذه التوابل وتوضع بفنجان يوضع على صينية القهوة ثم يضيف كل شخص يريد فنجان قهوة بعضا من تلك التوابل على فنجانه. أما المرأة التيارتية فهي تحضر المرمز الرقيق الذي يعتبر أساسيا في تحضير الحريرة مثلما حدثتنا السيدة ''رقية عدة'' مواطنة من تيارت. وإلى جانب طبق الحريرة تحضر أطباق محلية وعصرية متنوعة، ومنها طبق الكسكسي المحلي الذي يحضر في ليلة 27 على طريقة تيارتية كإضافة الحلوى والبيض المسلوق اللذين يوضعان على الكسكسي الى جانب الفلفل الحار. وفي ذات الليلة يتوجه جمع الصائمين الى الزوايا، حيث يتم إحياء هذه الليلة المبارك بالتهليل وتجويد القرآن، وعادة ما يتم الطبخ وإعداد وجبة إفطار لعدد كبير من الصائمين، والطبق المحضر وهو الكسكسي كما ذكرنا يسمى ''الجفنة'' المحضر بلحم الغنم ومرق أحمر، وهناك مناطق في ولاية تيارت يتم إضافة العسل للمرق. وتذكر محدثتنا أنه كثيرا ما تحدث مناوشات بين المفطرين على كسكسي ''الجفنة'' فكثيرون هم الذين يتهافتون على أخذ نصيب منه إلى الأهل للتبرك به. ومن العادات الرمضانية أن يقضي الرجال سهراتهم في لعب ''السيق والصوف'' كلعبتين محليتين. وتعتمد لعبة السيق على 7 قصبات توضع على لوح مقسم إلى 32 صفا من جهتين، ثم يتقابل 6 رجال مقابل 6 آخرين ويلعبون وفق عمليات حسابية ذهنية، والخاسر يدفع ثمن جلسة السهرة. كما يتم ختان الأطفال الجماعي في ليلة ,27 إذ يوضع الأطفال في جفنة بها تراب ومغطاة برداء أبيض. وبحسب العادة لا يبيت الطفل المختن في بيت أهله أبدا في ليلة الختان، وبعدها تقام حفلة لكل طفل عند أهله... كذلك يكرم حفظة القرآن في ذات الليلة عبر الزوايا والمساجد. ويوم العيد يكون فرصة لإخراج الحلويات بكميات كبيرة للزوايا التي تشرف على توزيعها على الفقراء. وتحضر ''المدلوك'' و''الرفيس'' و''البغرير'' كحلويات رئيسية في الأعياد.