تصف السيدة منصورة عمان مصممة أزياء من مدينة وادي سوف الأجواء الرمضانية بالمدينة قائلة إن'' السوفيين لا يزالون يحافظون على تقاليدهم عند دخول شهر رمضان حيث يعتبر معجون التمر بالزبدة المحلية والذي يحضر على شكل مربى أول ما يفطر عليه الصائم السوفي بعد الأذان، ليأتي دور طبق الجاري الذي نعده بشكل يجعله مميزا عن باقي أطباق الجاري التي تعد في مختلف ربوع الوطن، إذ يعد الطبق الرئيسي على موائد الإفطار بوادي سوف، وتكمن ميزته في أنه يحضر بالثوم والطماطم المصبرة ودشيشة الشعير فقط، ولا يستعمل فيها البصل، ويرفق طبق الجاري بطبق الدوبارة التي لا تفارق موائد السوفيين طيلة شهر رمضان كاملا. ولعل من أهم العادات التي لا يزال سكان منطقة وادي سوف يحيونها برمضان تلك المرتبطة بالسحور، حيث يجوب شوارع المدينة شخص يدعى ''بوطبوبيل'' وينادي بصوت عال قائلا ''نوظي يا لالا ماتباتيش بلاش'' وعلى العموم تعد وجبة السحور عادة من طبق السفة أو طبق الكسكسي بالبرطولاق، أما السفة فهي عبارة عن كسكسي خشن يفور مع الخضر والتوابل ويقدم من دون مرق حيث يسقى بزيت الزيتون بينما الكسكسي بالبرطولاق فهو عبارة عن كسكسي يعد باللحم ويزين بالبرطولاق وهو نوع من الخضر يشبه إلى حد ما الخرشف. ويحظى الطفل الصائم لأول مرة بوادي سوف بعناية واهتمام كبيرين، حيث تتطلب العادة تفطيره على العسل الحر، كما تقدم له مجموعة من الهدايا لتحفيزه على مواصلة الصوم، بينما يعامل الطفل الذي يتم تجهيزه للختان معاملة العريس ليلة زفافه بحيث يتم تجهيز بدلته المكونة من سروال ''بوشكيون'' المطرز بالخيوط البيضاء والكبوس التونسي ليلة القدر وتقوم النساء المسنات بتحضير ''الكموسات '' التي يوضع بداخلها البخور ثم تربط بخيط ملون وتغمس في ماء به زعفران وعطر وتعلق على صدر الطفل وما تبقى منها يوزع على المدعوات كنوع من ''الفال''، وفي جو مفعم بالزغاريد والمدائح تجري عملية ختان الطفل خارج بيته. ومن العادات الرائجة أيضا بوادي سوف ليلة 27 هي عادة '' طاب ولا مازال'' وهي عادة قديمة تتعلق بالمرأة التي تنجب الأطفال ويموتون، بحيث يقع على عاتقها في تلك الليلة إخراج بعض الصدقات وتقديمها للأطفال.