يظهر المعتمرون الجزائريين في البقاع المقدسة خلال شهر رمضان الفضيل بوجه لمسناه أثناء زيارتنا للمدينة المنورة ومكة المكرمة في هذه العشر الأواخر وهو للخيّرين من الجزائريين الذين يستغلون شهر الجود والكرم للتصدق والتبرع لضيوف الرحمن بالحرمين الشريفين. * * بشهادة المشرفين على عمليات إفطار الصائمين بالمسجد النبوي والمسجد الحرام من السعوديين من أمثال: شريف حسن عبد الله المصنف من الأشراف من سلالة الحسن والحسين أبناء الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي كشف في لقاء مع "الشروق" بجوار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الجزائريين الذين يقصدون الأماكن المقدسة يعدون من أكثر المتبرعين لإفطار الصائمين منذ سنوات خلت وقال "العم حسن" كما يطلق عليه المشرفين على شؤون المسجد النبوي إن هؤلاء المتصدقين من الجزائريين وعلى خلاف المتبرعين من باقي البلدان الإسلامية يداومون على هذه الطاعة، كلما وطئت أقدامهم مدينة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وأضاف المشرف على عمليات الإطعام أن شرف إطعام ضيوف الرحمن لا تقتصر على الصائمين في رمضان فقط بل تتواصل طوال السنة في شهر شوال بالنسبة للصائمين الستة من شوال، وكذا الصائمين يومي الاثنين والخميس وأيام البيض 13و14و15 من كل شهر قمري التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يداوم على صيامها طوال العام، كما أن هذه الموائد الرمضانية تحضر كما قال صاحبنا أيضا أثناء أيام الحج بالنسبة لصائمي الهدي. * ويتولى العم حسن من سلالة الرسول محمد عليه أزكى الصلاة والسلام رفقة فريقه العامل منذ 30 سنة على تحضير وجبة الصائم المتمثلة في قطعة خبز وحليب زبادي مع حبات تمر المدينة المشهورة به، تقدم للصائمين بالحرم القديم من باب البقيع إلى باب السلام في الجهة الأخرى من الحرم، وكذلك المنطقة الحساسة من الروضة الشريفة التي تعرف نزوحا على مدار ساعات اليوم من قبل المعتمرين. * * جزائري يدير أكبر مؤسسة لإطعام الصائمين * غير بعيد عن مجموعة حسن الشريف، صادفنا مجموعات منظمة تشتغل كخلية النحل، موّزعة على ساعات المسجد النبوي تستعد مع نهاية صلاة العصر لطرح أفرشتها والانطلاق في نشاطها الخيّر الذي يستمر إلى ما بعد صلاة المغرب، تتولى توزيع وجبات إفطار الصائمين متنوعة تصل إلى 4 آلاف وجبة يومية بين الوجبة الجافة المتكونة من معجون تمر من النوعية الجيدة وعصير ولبن وماء وبين الوجبة الساخنة المقتصرة على طبق أرز بربع دجاج وعصير. * وبعد جولة استباقية وتمشيط للمنطقة وصلنا إلى الراس المدبرة لهذه العمليات الخيرية، وكانت مفاجأتنا كبيرة أن الشخص المسمى زياد عبد القادر من أصول جزائرية تنحدر عائلته من منطقة سيدي عقبة بولاية بسكرة، وبعد أن فرغ لنا من شرح برنامج الإفطار المقدم سالفا من مؤسسة ابراهيم آل ابراهيم الخيرية، تجاذبنا أطراف الحديث عن السر الكامن في اسمه الممزوج بين طارق بن زياد فاتح الأندلس وبين الأمير عبد القادر بطل المقاومة الشعبية الجزائرية، ليصل بنا إلى مكان قرب الروضة الشريفة، حيث كان في انتظارنا سعوديين آخرين من أصول جزائرية وآخرين متزوجين بجزائريات، ورثوا خدمة زوار مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام أبا عن جد في إطعام الصائمين وعابري السبيل. * برنامج الصائمين بالمدينةالمنورة يقوم عليه أطفال وشباب على أساس الأجر والأجرة، حيث يتقاضون ثوابا من عند الله فمن أفطر صائما كان له أجر الصيام، كما يتقاضون أجرة من المستثمر السعودي ابراهيم آل ابراهيم المعروف بشركاته المتواجد مقراتها في العاصمة السعودية الرياض والمداوم على مثل هذه العمليات الخيرية الموسمية.