في عمله الجديد "ضيعة ضايعة"، يحاول المخرج السوري الليث حجو، تقديم نموذج مختلف من الكوميديا يجمع بين البساطة والعفوية التي يتّسم بها أهل بعض قرى الريف السوري، ويتناول العمل الذي كتبه ممدوح حمادة ويُعرض الآن على فضائية أبو ظبي، حياة أهالي إحدى القرى السورية النائية، وكيفية تعاملهم مع أدوات الحضارة ووسائل الاتصال الجديدة في إطار كوميدي مبالغ فيه في بعض الأحيان·
ويشير حجو إلى موقع "ميدل إيست أون لاين"، إلى أنّه حاول إيجاد مكان افتراضي يجمع بين الطبيعة والبحر، ويعمل سكانه في الزراعة والصيد ويتحدّثون لهجة مختلفة تجمع بين الريف والمدينة· مشيرا إلى لجوئه لشرح بعض المصطلحات بشكل جدي بهدف تفسيرها للمشاهد من جهة وإضفاء نوع من الطرافة على العمل من جهة أخرى· ويضيف "لم أتعامل مع هذه الشخصيات لأسخر من حياتها وعلاقاتها، لكني افترضت وجود هذا المكان بشخصياته التي لها منطقها الخاص في الحياة، وتعاملت معها باحترام كبير، كما أن الموسيقى المستخدمة، والتي قد تبدو للبعض ساخرة، هي في الحقيقة تعبر عن الحالة الداخلية لهؤلاء الناس البسطاء·" من جانب آخر، يتابع حجو تصوير الجزء الثاني من مسلسل "أهل الغرام" الذي حقق حضورا جماهيريا كبيرا، ويستعد للبدء في تصوير الجزء السادس من سلسلة "بقعة ضوء" التي حققت هي الأخرى نجاحا كبيرا على صعيد المشاهدة وعدد الأعمال الكوميدية التي حاولت تقليدها· ويؤكد أنّ الكوميديا هي من أخطر الأنواع الدرامية وأصعبها، لأنها "لا تحوي أي حل وسط، فالعمل الاجتماعي يقبل التصنيف (ممتاز، جيد، وسط، سيء)، في حين أن العمل الكوميدي لا يحوي حلا وسطا، بمعنى إما أن يكون ممتازا أو سيئا، وهذا يشكل تحديا كبيرا لمن يخوض في هذا النوع من الأعمال·" غير أن حجو الذي أخرج عددا كبيرا من الأعمال الكوميدية، يؤكد أن الكوميديا قد تتحول إلى نوع من التهريج عندما يسخر العاملون بها منها، أو "عندما يتعالى الممثل الكوميدي على الشخصية التي يقدمها ويستخف بها، وبالتالي يقدم شيئا غير ذي محتوى، وطالما أن الممثل لا يتبنى العمل الذي يقدمه، فالمشاهد أيضا لن يتبنى العمل ويعتبره تهريجا·" من جهة أخرى، يرى حجو أن صناعة الدراما السورية لا تخضع لخطة عمل أو استراتيجية محدّدة· مشيرا إلى أنها تعيش حالة عشوائية تفتقر إلى التخطيط والتنسيق بين شركات الإنتاج والكتاب والمخرجين·· مبررا ذلك بعدم وجود جهة منظمة لحركة الدراما السورية· ويضيف: " نقابة الفنانين تعمل فقط على تحصيل الضرائب، وليس لديها مشكلة في حال تسويق الأعمال السورية أو تعرضها للمنافسة أو منع عرضها، لكنها تفكير في تشغيل العاطلين عن العمل لديها، وكأنها مركز بطالة·" وحول توجّه عدد من الفنانين والمخرجين السوريين إلى العمل في الدراما المصرية، يؤكد حجو أنها ظاهرة طبيعية في تاريخ الفن، كما أن الفن برأيه ليس له هوية أو مكان، لأنه "التقاء معلومات وثقافات ومخزون مشترك، وحالة تنمية فكرية لأي شخص بغض النظر عن جنسيته·" ويضيف "الدراما السورية الآن تكرر نفسها في عدة أمور (الأزياء، طريقة وأماكن التصوير)، نحن بحاجة إلى التجديد، والتجديد لا يمنع أي فنان أو مخرج أن يذهب إلى مصر ويكون له بدائل، ولا يجب أن يسيء ذلك إلى الفن السوري، فعندما ينجح هذا العمل أو ذاك بجهود سورية أو يفشل، فيجب أن لا نعتقد أنه ذهب إلى ساحة معركة مختلفة، وأنا حقيقة ليس لدي مشكلة في مكان العمل سواء كان في مصر أو أي دولة عربية أخرى، وفي النهاية هذا ينطبق على طبيعة النص الذي أود إخراجه·"