أقدمت سلطات الاحتلال المغربي مساء أول أمس على اعتقال 14 ناشطا حقوقيا اسبانيا بمدينة العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة اثر مشاركتهم في مظاهرة سلمية للمطالبة بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي قبل أن يتم الإفراج عنهم صبيحة أمس في حالة يرثى لها. ولم تتوان قوات الاحتلال المغربي التي اعتادت على صد أي صوت حتى ولو كان أجنبيا يطالب بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي في الاعتداء على مجموعة من الأجانب التي كانت تضم 17 حقوقيا ينتمون في غالبيتهم الى جزر الكناري وجاؤوا الى الأراضي المحتلة من اجل تأكيد تضامنهم ومساندتهم للقضية الصحراوية. وتفاجأ الحقوقيون الإسبان باعتداء رجال الأمن المغربي لحظة توزيعهم منشورات تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتنادي باحترام حقوق الإنسان حيث انهالوا عليهم بالعصي مما أدى الى إصابة اثنين منهم بجروح خطيرة. وأكد النشطاء الإسبان أنهم تعرضوا لأبشع أنواع الضرب والإهانة والتهديد بالرغم من أنهم قاموا بمظاهرة سلمية بسيطة لم تكن تستدعي كل هذا العنف والهمجية من سلطات المخزن التي طالت النساء الصحراويات اللائي شاركن في المظاهرة الى جانب الحقوقيين الإسبان. وفرضت قوات الاحتلال المغربية حظر تجوال شامل في كل أحياء مدينة العيون قبل أن تنشر فيها تعزيزات أمنية مشددة. وكان النشطاء الإسبان وجهوا بيانا للرأي العام الدولي اكدوا من خلاله أنهم خرجوا في هذه المظاهرة للتعبير عن تنديدهم بالاحتلال المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية وبالانتهاكات اليومية الجسيمة المرتكبة من طرف نظام الملك محمد السادس ضد المواطنين الصحراويين العزل. وطالبوا وسائل الإعلام المختلفة ومنظمات حقوق الإنسان بمتابعة حالتهم حتى يمكن فضح الممارسات الهمجية والسياسات التعسفية التي تنتهجها قوات الاحتلال المغربي ضد السكان الصحراويين في المدن المحتلة. ولم تكتف سلطات الاحتلال بهذه الاعتداءات فقط بل عمدت إلى اعتقال أربعة مراقبين دوليين عن حقوق الإنسان يحتمون منذ أيام بمنزل عائلة أميدان حيث تعرضت إحدى بنات العائلة ملك أميدان للضرب والجرح على أيدي قوات الشرطة. وتظهر مثل هذه الممارسات الخطيرة مجددا الوجه البشع لنظام الاحتلال المغربي الذي يعمل جاهدا من اجل كتم صوت الانتفاضة السلمية في المدن الصحراوية المحتلة ولا يتوانى في انتهاك أدنى مبادئ القانون الدولي مادام لم يجد رادعا له. وتتعامل السلطات المغربية بمنطق العداء ضد كل ما هو صحراوي ولا تستثني من منطقه هذا حتى الأجانب الذين يأتون الى المدن المحتلة في محاولات لفضح وتعرية جرائم قوات الاحتلال المغربي في حق السكان الصحراويين الذين يبق ذنبهم الوحيد تمسكهم بحقهم المشروع في تقرير مصيرهم.