قررت الناشطة الحقوقية الصحراوية اميناتو حيدر أمس الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على طردها من موطنها من قبل قوات الاحتلال المغربي التي اعتقلتها فور نزولها في مطار مدينة العيونالمحتلة عاصمة الصحراء الغربية في خرق واضح لأدنى مبادئ حقوق الانسان.ورفضت الحقوقية الصحراوية النزول من الطائرة في مطار "لانثاروتي" بجزر الكناري الاسبانية إصرارا على العودة إلى مدينة العيون للقاء عائلتها والتمتع بحرية التنقل والسفر والزيارة مِن وإلى بلادها الصحراء الغربية. وقالت في تصريح صحفي لدى اعتصامها بمطار "لانثاروتي" إن الجائزة التي نالتها مؤخرا في نيونيورك عرفانا بنضالها السلمي تعطيها الشجاعة من اجل مواصلة معركتها السلمية التي بدأتها منذ أن كان عمرها 23 سنة في سبيل حرية واستقلال شعبها". وتمادت قوات الاحتلال المغربية في تنفيذ تهديدات الملك محمد السادس التي توعد بها المواطنين الصحراويين في خطابه بمناسبة الذكرى ال 34 لاحتلال الصحراء الغربية في مسعى لإسكات أي صوت صحراوي سلمي يطالب بتقرير مصير شعبه ومنه القضاء على الانتفاضة السلمية. وأقدمت هذه القوات على طرد المناضلة الصحراوية من أجل حقوق الإنسان أميناتو حيدر نحو جزيرة لانثاروتي بأرخبيل جزر الكناري الاسباني بعد اعتقالها، أول أمس، بمجرد نزولها في مطار مدينة العيونالمحتلة. وقال محمد ولد السالك وزير الخارجية الصحراوي الذي وصف القرار ب "السلوك الخطير" أن السيدة حيدر رفضت عند وصولها إلى مطار جزيرة لنثاروتي النزول من الطائرة احتجاجا على هذا القرار "المنافي" للقانون الإنساني الدولي. وطلب ولد السالك من إسبانيا "تحمل كل مسؤولياتها" مذكرا في هذا الصدد بأنه لا يمكن لأي بلد أن يستقبل مطرودا من دون موافقته المسبقة. وقال "إننا ندين بشدة تواطؤ إسبانيا مع السلطات المغربية في حال ما إذا وافقت على استقبال السيدة حيدر على أراضيها". وقد تم توقيف المناضلة الصحراوية المعروفة من أجل حقوق الإنسان اول امس بمطار العيون العاصمة الصحراوية المحتلة رفقة صحفيين إسبانيين أحرار وهما بيدرو بارباديلو وبيدرو غيان اللذين كانا يرافقانها عند عودتها من نيويورك، حيث تسلمت "جائزة الشجاعة المدنية" التي منحت لها من قبل مؤسسة جون-تراين عرفانا ل "مقاومتها السلمية". وأثار اعتقال الحقوقية الصحراوية المعروفة ردود فعل منددة والتي أدانت بشدة حملة القمع الشرسة التي مارستها هذه القوات بترخيص من الملك محمد السادس نفسه والتي أثبتت مجددا الوجه البشع لنظام احتل ارض غيره بقوة الحديد والنار. وفي هذا السياق؛ أدانت الحكومة الصحراوية "بشدة" الاعتقال التعسفي والترحيل القسري اللذين تعرضت لهما الناشطة الحقوقية الصحراوية أميناتو حيدر لدى وصولها إلى مطار العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة. واعتبرت الحكومة الصحراوية، في بيان لها، أن هذه الأعمال تمثل "انتهاكا صارخا لمقتضيات القانون الدولي والحقوق والحريات الأساسية للإنسان" مطالبة المجتمع الدولي "بالتدخل العاجل والتضامن مع هذه المواطنة الصحراوية حتى تتمكن من الدخول إلى ترابها الوطني ولقاء أهلها وذويها معززة مكرمة متمتعة بحقها في حرية التنقل والتعبير". من جانبها نددت التنسيقية الاسبانية للجمعيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي بشدة بعملية توقيف هذه المناضلة ووصفتها ب "الانتهاك" لأبسط حقوق الشرعية الدولية وهي العملية التي" لا يمكن أن تبقى دون عقاب". وفي بيان أصدرته أمس أكدت التنسيقية أنها "تعبر عن إدانتها الشديدة إزاء الانتهاك الجديد لأدنى الحقوق الأساسية من طرف المغرب الذي يهدف إلى أن يجعل من الناشطة أميناتو حيدر وقادة صحراويين آخرين رهائن لإرادة سياسية غير شرعية تمارس في ظل تواطؤ وصمت بعثة الأممالمتحدة للصحراء الغربية "مينورسو". وترى التنسيقية الاسبانية التي تضم أكثر من 200 جمعية لمساندة الشعب الصحراوي أن "هذا الانتهاك للمبادئ الأساسية للشرعية الدولية لا يمكن أن يبقى دون عقاب". والموقف نفسه أعرب عنه حزب تحالف جزر الكناري الاسباني الذي طالب ب"الإطلاق الفوري" لسراح المناضلة الصحراوية. وأكدت رئيسة تحالف جزر الكناري كلودينا موراليس أن "اعتقال رئيسة المجموعة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان السيدة اميناتو حيدر يعد مرة أخرى احتقارا للشرعية الدولية والحقوق الأساسية من قبل السلطات المغربية".