تشهد مدن ولاية تيزي وزو هذه الأيام إقبالا كبيرا للعائلات على حضور السهرات الرمضانية المقامة بالمراكز الثقافية التي تستضيف كل ليلة نخبة من الفنانين لإحياء حفلات فنية ساهرة، إضافة إلى اغتنامها الفرصة للخروج واقتناء الملابس ومستلزمات تحضير حلويات العيد الذي تفصلنا عنه أيام قليلة. تبدأ العائلات بالخروج ابتداء من الساعة التاسعة ليلا، حيث تفضل ربات البيوت إنهاء شغل المنزل قبل المغادرة، لا سيما وأن درجة الحرارة الشديدة تحول دون تمكن النساء من مغادرة المنزل في النهار. وتعيش مدن الولاية منذ حلول رمضان أجواء يسودها الحماس والبهجة التي لم يسبق وأن سجلتها في وقت سابق، حيث تعج شوارع مدينة اعزازقة بالعائلات التي تتوافد لتلبية حاجياتها ولذا يشهد محل ''بري با '' سوق الفلاح سابقا، إقبالا منقطع النظير للعائلات من مختلف المناطق، سواء منها التابعة للبلدية أو المجاورة لها لاقتناء وتلبية حاجياتهم، على اعتبار أنه يحوي كل المستلزمات التي تتطلبها ربة البيت، هذا إضافة إلى كونه مكانا مناسبا للعائلات لتناول المثلجات، حيث تجد الراحة والاطمئنان، كما تكتظ من جهتها محلات بيع الملابس بالزبائن الذين يجوبون المدينة إلى غاية ساعة متأخرة من الليل، حيث يسود مدينة اعزازقة أمام هذا الإقبال الكبير للعائلات جو من النشاط تغيب بمجرد شروق الشمس. نفس الوضع سجل على مستوى مدينة عين الحمام التي تعرف حالة مماثلة، حيث تعرف هذه الأخيرة كل ليلة حركية مميزة يصنعها توافد العائلات للاستماع بالعروض المسرحية والسهرات الفنية، فضلا عن أجواء التحضير للعيد التي ميزت المنطقة، ونفس الوضع سجل على مستوى مدينة تيزي راشد، وأزفون وغيرها. ولضمان استمرار هذه الأجواء السعيدة التي اكتملت بفرحة العائلات التي وجدت الراحة والاطمئنان من خلال تمكنها من الاستمتاع بسهراتها وتجولها بين المحلات، وكذا فرحة التجار الذين يسجلون إقبال الزبائن، سطرت مديرية الأمن الولائي لتيزي وزو برنامجا مكثفا تم بموجبه تجنيد 20 فرقة تسهر على ضمان تحقيق الأمن والاستقرار بمختلف دوائر الولاية، من خلال محاربة كل ما من شأنه أن يحرم العائلات من الاستمتاع بوقتها، كما تم تدعيم عدة طرق تعرف حركية كبيرة ب19 حاجزا أمنيا إضافيا، فضلا عن تكثيف عمليات المراقبة بالأماكن العمومية والمحطات والمواقف.