شكك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس، بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين بحلول نهاية العام الجاري في تعارض مع ما تم الاتفاق عليه خلال مؤتمر أنابوليس نهاية نوفمبر الماضي·وقال أولمرت الذي حل بالعاصمة اليابانية طوكيو لأول مرة للمشاركة في منتدى اقتصادي: "نحن عازمون على التوصل إلى اتفاق خلال العام الجاري ولكنني لست متأكدا من أننا سنتمكن من ذلك"· واعتبر رئيس إدارة الاحتلال أن حكومته تبذل جهودا استثنائية لحل كل الخلافات وتسوية النزاعات القائمة مع الطرف الفلسطيني·ولكن أولمرت الذي حاول أن يظهر أمام المشاركين في هذا المنتدى بمظهر الباحث عن السلام بعدما قال أنه مصر على اتخاذ خطوة كبيرة للأمام لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى الأبد، يكون بتصريحاته تلك قد قوض أي مسعى للدفع بعملية السلام التي أطلقها مؤتمر أنابوليس نحو الأمام، وأكثر من ذلك فإنه كشف بوضوح عن النوايا السيئة لحكومة الاحتلال الرافضة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش جنبا إلى جنب مع إسرائيل· وليست هي المرة الأولى التي تكشف فيها حكومة الاحتلال عن هذه النوايا المبيتة بعد أن تقاطعت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين باتجاه رفض مناقشة قضايا الوضع النهائي في مقدمتها مستقبل مدينة القدس الشريف وعودة اللاجئين وترسيم الحدود في الوقت الراهن واكتفوا بالحديث عن اتفاق حول إعلان مبادئ على نقيض الفلسطينيين الذين يطمحون للتوصل إلى اتفاق نهائي يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف· وبررت إسرائيل موقفها هذا بحماية أمنها على اعتبار أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة في ظل استمرار إطلاق المقاومة الفلسطينية لصواريخ "القسام" ضد المستوطنات الإسرائيلية يبقى يهدد أمنها واتخذت من هذه الحجة ذريعة لتبرير تصعيدها العسكري ضد قطاع غزة الذي فرضت عليه حصارا مشددا منذ أزيد من تسعة أشهر بهدف تشديد الخناق على حركة المقاومة الإسلامية"حماس"· وتأتي تصريحات أولمرت غداة تنظيم الفلسطينيين في قطاع غزة لأطول سلسلة بشرية احتجاجا على استمرار الحصار الإسرائيلي شارك فيها عشرات الآلاف معظمهم من أطفال المدارس·ومن المقرر أن يجتمع أولمرت مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالعاصمة اليابانية بعد غد الخميس لإطلاعها على نتائج المفاوضات والتوترات المتزايدة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس· وكان أولمرت إلتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر أنابوليس الأمريكية في نوفمبر الماضي واتفقا على إطلاق المفاوضات من جديد وتكررت اللقاءات بينهما لاحقا في ذلك السياق دون أن تسفر عن إحراز أي تقدم يمكن اعتباره مؤشرا إيجابيا في امكانية تسوية الصراع لا في المستقبل القريب ولا البعيد· ووسط شكوك أولمرت أعربت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، عن أسفها لقرار كوستاريكا الاعتراف ب "دولة فلسطين" وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها على مستوى السفراء· وقال المتحدث باسم الوزارة أرييه ميكيل إن ظن بلاده خاب بهذا "القرار المؤسف" بإقامة علاقات مع "دولة غير موجودة" معتبرا أنه يتناقض والصداقة التقليدية القائمة بين البلدين في إشارة إلى القرار الذي اتخذته كوستاريكا قبل أسبوعين على حد قوله· وأوضح أن إسرائيل رفضت احتجاجا على هذا القرار لقاء دبلوماسيا على مستوى رفيع مع مسؤولين كوستاريكيين، واستدعت القائم بأعمال كوستاريكا في تل أبيب· وسبق أن احتجت إسرائيل عام 2006 على قرار كوستاريكا نقل سفارتها من القدس إلى تل أبيب· وكانت كوستاريكا والسلفادور آنذاك الدولتين الوحيدتين اللتين لهما سفارة في القدسالمحتلة التي تعتبرها إسرائيل عاصمتها الموحدة·