التقى المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون، أمس، في أول مفاوضات مباشرة بينهم يوما بعد إنهاء أشغال مؤتمر السلام الدولي حول النزاع في الشرق الأوسط بمدينة أنابوليس·وجلس مفاوضو الطرفين لأول مرة منذ سنوات الى طاولة المفاوضات بمقر الرئاسة الأمريكية بدعوة من الرئيس جورج بوش لإعطاء انطلاقة رسمية لمفاوضات السلام الثنائية بين الجانبين على أمل التوصل الى نتيجة ملموسة قبل نهاية العام القادم· ودعا الرئيس الأمريكي الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوزير الأول الاسرائيلي ايهود أولمرت الى عقد أول جلسة مفاوضات مباشرة بينهما بعد أن حصلا منها في آخر لحظة على تعهد يبحث قضايا الوضع النهائي الخاصة بمستقبل القدس ومصير أكثر من أربعة آلاف لاجئ فلسطيني في الشتات وكذا الوضع القانوني لعشرات المستوطنات اليهودية المزروعة في قلب أراضي الضفة الغربية ورسم الحدود المشتركة· وأضاف الرئيس جورج بوش ان الطرفين تعهدا بالبدء في مفاوضات مباشرة وعلى بذل جهودها من أجل التوصل الى اتفاق قبل نهاية سنة 2008 · ولكن آمال رئيس الادارة الأمريكية دحضتها تصريحات أدلى بها الوزير الأول الاسرائيلي الذي شكك في امكانية التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين قبل نهاية السنة القادمة· وقال أولمرت إنه لا يمكننا الادعاء بقدرتنا في التوصل الى هذا الاتفاق خلال أسبوع او سنة ولكن يتعين علينا البدء في هذه المفاوضات وتحقيق تقدم· وكان البيان المشترك الموقع من طرف الرئيس محمود عباس والوزير الأول الاسرائيلي ايهود أولمرت وعرض على المشاركين في أشغال مؤتمر أنابوليس تضمن تعهدا ببذل ما في وسعهما من أجل ابرام اتفاق سلام قبل انقضاء العام القادم· وضمن أولى الخطوات العملية لمواصلة سلسلة المفاوضات المباشرة ينتظر أن يقوم الطرفان بتشكيل لجنة متابعة يقودها على الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين أحمد قريع ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تزيبي ليفني· وتعقد لجنة المتابعة هذه، أولى اجتماعاتها يوم 12 من شهر ديسمبر القادم لتقيم ما تم تحقيقه بخصوص القضايا الخلافية المطروحة على طاولة المفاوضات· وتسعى الادارة الأمريكية إلى لعب دور الراعي والمراقب وكذا المساعد على تجاوز الطرفين بكل خلافاتهما بهدف التوصل الى تسوية نهائية لأعقد النزاعات الدولية المتواصل منذ ستة عقود· وأكدت مصادر أمريكية أن ندوة دولية لمتابعة جولات المفاوضات ستعقد بالعاصمة الفرنسية منتصف الشهر القادم على أن تعقد ندوة ثانية بالعاصمة الروسية موسكو شهر جانفي من العام القادم· ولم تستبعدالرئاسة الأمريكية امكانية قيام الرئيس جورج بوش بزيارة الى اسرائيل والأراضي الفلسطينية في سابقة هي الأولى من توليه رئاسة الولاياتالمتحدة في جانفي 2001 · وتبقى كل هذه الخطوات في اطارها الديبلوماسي بعيدا عن واقع الحال الميداني ومواقف أطراف فلسطينية وإسرائيلية معارضة لنتائج وأهداف مؤتمر أنابوليس· فقد أكدت عدة قوى فلسطينية معارضة لمؤتمر أنابوليس أنها غير معنية بما تم التوصل إليه وخرج أنصارها الى شوارع مدن قطاع غزة والضفة الغربية للتعبير عن رفضهم واعتراضهم لنتائج مؤتمر جاء في خريف عهدة الرئيس الأمريكي· ومن جهته ذهب حزب شاس الديني المتطرف في اسرائيل الى حد تهديد الوزير الأول ايهود أولمرت وأكد في بيان له أن هذا الأخير إن هو فرط في مصير القدس، او قبل بتقسيمها فإنه سيعود ولن يجد حكومته·