يبدو ان ذاكرة بعض الجزائريين ممن يهتمون بالشأن الكروي، تنسى بسرعة أو هي لا تستوعب محطات التاريخ حتى القريبة منه، حين تراهن على تجريب ورقة المدرب الاجنبي، مع ان الكل يدرك أن أسوأ مراحل المنتخب الوطني، كانت بقيادة مدربين أجانب جاء بهم السيد محمد روراوة في عهدته الأولى. كما ان هذه الورقة في الظرف الحالي غير جاهزة على الاطلاق وما هو موجود من مدربين أوروبيين بدون عمل فهم قلة وقيمتهم في السوق هابطة أو سميها كما شئت، وعليه فإن الترويج من الآن من قبل البعض لأسماء معينة يبقى مجرد تخمينات يراد بها البحث عن السبق، ولو أننا ندرك ان الناس عندنا في هذا الزمن باتوا يتحدثون في كل الاتجاهات، وكأن هذا المنتخب قد تحول الى خردة نأتي له باي مسير من مكاتب العمالة التي توظف العاطلين. ورقة المرتزقة لا تصلح عندنا وجربت هذه حقيقة افرزتها استقالة المدرب رابح سعدان ويغذيها كل من يلهثون و راء كل شيء يأتي من الخارج حتى ولو من شاكلة المغامرين البلجيكيين الذين جيء بهم في وقت سابق لتدريب المنتخب الوطني دون ان يتركوا بصمات تشفع لهم عند كل من يعارض الاتجاه للخارج للإستعانة بمدربين لتأطير المنتخب الوطني. والغريب ان هناك من يروج للإستعانة بمدربين فرنسيين فشلوا في كل مكان دربوا به سواء في الداخل أو في الخارج، ثم لماذا مدربين من هذا البلد بالذات، ألم يثبت المدرب الفرنسي فشله مع منتخبه الوطني الذي تحول إلى ديك مريض يخسر أمام أضعف منتخب أوروبي وفوق ميدانه وأمام جماهيره، ثم لماذا مازالت مثل هذه الفكرة تعشعش في مخيلة بعض الجزائريين بالرغم من انهم يدركون ان الاسماء الكبيرة لمدربي فرنسا قد هربت للعمل في بلدان أوروبية وتفضل تدريب الاندية الكبيرة، أما الذين فضلوا المغامرة في افريقيا أو في بعض دول الخليج فهم أشبه بمرتزقة ما يهمهم الفلوس، أما النتائج فيربطونها دوما بضعف البطولات في البلدان التي يتدربون بها. ورقة بن شيخة هي الأكثر إجماعا ان هذا الواقع يرجح فكرة الاستعانة من جديد بالمدرب المحلي، لكن ليس أي مدرب، حتى لا نجعل منتخبنا الوطني ورشة مفتوحة للتمهين، لأن الغوغائيين من المدربين الذين شوشوا على سعدان من على القنوات الفضائية الاجنبية أو حتى المحلية لا يصلحون للتدريب إلا على هذه القنوات ومن خلال توظيف مفردات غريبة تنم عن جهالتهم وأميتهم. كما ان توظيف هذه الورقة المحلية يجب توظيف الظروف الملائمة لتسخيرها و إلا سيكون مصير أي مدرب مصير رابح ماجر قبل سنوات خلت أو مصير جداوي عبد الغني أو مصير رابح سعدان الذي لدغ من جحره مرتين، لكنه لم يتعظ وعاد بالرغم من انه كان يدرك ان الكثير من الجزائريين ينسون بسرعة أو يحبون بسرعة ويكرهون بنفس السرعة وزيادة. ماجر وروراوة خطان متوازيان لا يلتقيان وإذا كان هناك من يسعى لإعادة الاعتبار لبعض المدربين الوطنيين على غرار رابح ماجر، فلاشك ان خلفيات ذهاب رابح ماجر من العارضة الفنية، مازالت قائمة، لإن الرجل الذي دخل معه في خلاف هو الذي يشرف الآن على قلعة دالي ابراهيم أي السيد محمد روراوة، ولعل الكثير من الجزائريين يتذكرون عصبية ماجر، الذي تجرأ على تمزيق عقده على مرآى الملايين من الجزائريين الذين تتبعوا نشرة الثامنة على القناة التلفزيونية الوطنية، غضبا وتقززا من تصرفات رئيس الاتحادية الجزائرية تجاهه، ومن هنا فإن مسألة عودة ماجر لتدريب المنتخب الوطني لا ولن تطرح في مخيلة روراوة. قندوز مرفوض من النساء قبل الرجال وحتى الذين يروجون لفكرة الاستعانة باللاعب الدولي السابق محمود قندوز، يبدو انهم خارج النص، لأن قندوز لا يحقق الاجماع حتى في وسطه الضيق، وذلك انطلاقا من مواقفه السلبية تجاه المنتخب الوطني في كأس افريقيا للأمم بأنغولا، إلى درجة انه أحدث بتدخلاته في قناة ال''ام بي سي'' شبه انتفاضة نسوية ضده، كما ان الشارع الذي امتعض منه كثيرا، يرى انه غير مؤهل لتدريب منتخب وطني في حجم منتخبنا، فضلا عن انه غير مرحب به من قبل لاعبي هذا المنتخب الذين كثيرا ما تناولهم بكثير من التجريح في تحاليله. قريشي قد يكون مساعدا للمدرب القادم وربما يبقى اللاعب الدولي السابق نورالدين قريشي من بين الاسماء التي تطرح لتكون ضمن الطاقم الفني في حالة تكليف السيد عبدالحق بن شيخة لتولى مهام المدرب الوطني مؤقتا، والاحتمال وارد جدا، لأن هذا الثنائي كثيرا ما حاول روراوة اقناع سعدان بضمهما الى طاقمه، لكن رابح سعدان لم يلتفت لمثل هذه المحاولات وكان يقول دوما أنا مرتاح مع من اخترتهم شخصيا ليكونوا في طاقمي، وربما هذا ما يفسر خرجات نورالدين قريشي الذي كان من أكثر التقنيين انتقادا لسعدان في المدة الأخيرة وربما كان أيضا من أكبر المرحبين بذهابه. تلك هي الأفكار التي تدور حاليا في أوساط من يراهنون على ورقة المدرب المحلي أو المدرب الاجنبي، في انتظار اشعار جديد من رئاسة الفاف التي ليس أمامها الكثير من الوقت لطي صفحة العارضة الفنية للمنتخب الوطني التي توجد حتى الآن في حالة شغور.