أشرفت أمس سلطات ولاية الجزائر على عملية ترحيل 224 عائلة نحو حي 1680 ببلدية بئر توتة لتصل بذلك عمليات الترحيل مرحلتها الحادية عشرة والتي مست هذه المرة قاطني المقابر والذين تجاوز عددهم 190 عائلة إلى جانب 30 عائلة كانت تقطن ببيوت قصديرية وبكل من عين البنيان وحسين داي.. وقد بلغ عدد العائلات المرحلة منذ بدء العملية شهر مارس الماضي أزيد من 7000 عائلة استفادت من سكنات لائقة في يوم رمضاني مميز تمت عملية الترحيل في ظروف محكمة ميزها التسيير والتنظيم الجيد حيث دخلت كل العائلات المرحلة إلى سكناتها الجديدة في حدود الساعة العاشرة صباحا بعد أن كانت العملية قد انطلقت في حدود الخامسة صباحا، ولم يمنع الصيام ولا التعب الذي نال من العائلات النساء من التعبير عن فرحتهن بالسكنات الجديدة بإطلاق العنان للزغاريد التي دوت حي 1680 مسكن ببئر توتة. وقد قضت أمس ولاية الجزائر على البنايات القصديرية التي انتهكت حرمة المقابر وكسرت السكون والهدوء الذي يميزها لمدة سنوات قبل أن تقرر سلطات الولاية تخليص موتى العاصمة من محتلي المقابر الذين تم إدراجهم ضمن مخطط الترحيل وإعادة الإسكان الذي سطرته الولاية والخاص بتوزيع 12 ألف وحدة سكنية. وتعد هذه العملية الحادية عشرة الخاصة بإسكان قاطني الأحياء القصديرية على مستوى ولاية الجزائر بعد سكان الأحياء القصديرية الكبيرة الواقعة داخل النسيج الحضري لولاية الجزائر جاء الدور على سكان البيوت القصديرية الواقعة داخل المقابر لا سيما بمقبرتي العالية وسيدي الطيب بتعداد إجمالي مس نحو 200 عائلة تضاف إليها عائلات من الحي القصديري مكودة ببلدية عين البنيان والذي شكل حاجزا في وجه استكمال مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 11 بعين البنيان والبالغ عددهم 16 عائلة و15 عائلة أخرى كانت تقطن بمتحف الجيش السابق بشارع فرنان حنفي بحسين داي وودعت العائلات التي كانت تقطن بيوتا قصديرية وغير اللائقة بجوار القبور نحو سكنات جديدة بأحياء وتجمعات تتوفر على جميع شروط الحياة العصرية والمدنية مودعة بذلك حياة البؤس والشقاء التي كانت تعيشها لأزيد من 30 سنة. وبحسب السيد طارق سويسي مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء صاحبة المشروع فقد تم تجهيز الحي بكافة الضروريات ووسائل الراحة من ماء وغاز وكهرباء ومساحات للعب الأطفال وحدائق بالإضافة إلى تجهيز العمارات بأجهزة ''الانترفون'' عند مدخل كل عمارة والمتصلة بكل شقة فيما أنجزت العمارات وفق مواصفات بناء راقية وبوسائل حديثة كالرخام، مضيفا أن مصالح الولاية ودواوين الترقية والتسيير العقاري لولاية الجزائر تتجند من أجل تحسيس السكان الجدد بضرورة المحافظة على أحيائهم الجديدة والجميلة وعدم تركها عرضة للإهمال البشري الذي يفقدها صورتها اللائقة وهو ما كان حاصلا بالأحياء القديمة. ويضيف محدثنا أن عملية الترحيل تمت في ظروف جد محكمة بفضل التواجد اللصيق لمصالح الأمن والحماية المدنية ومختلف المديريات على غرار مديرية المناجم علما أنه تم تجنيد 150 عونا من ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء إلى جانب أزيد من 700 عون تابعين لمؤسسات الولاية، وقد تمكنت مصالح هذه الأخيرة أثناء الليل من تعبئة الشاحنات بأغراض العائلات المرحلة قبل أن تعطى إشارة انطلاقها نحو مواقعها السكنية في حدود الساعة الخامسة صباحا من نهار أمس ليفسح المجال مباشرة للآليات والجرافات التي باشرت تهديم الموقع الذي أضحى مجرد ركام وذكرى حيث سخرت نحو 30 شاحنة خاصة بنقل الأتربة والتي انتهت في حدود الساعة الثامنة صباحا من تحميل الردوم والركام الناجمة عن هدم البيوت القصديرية بالمقابر والحي القصديري بعين بنيان. وكانت فرحة العائلات لا توصف وهي تقارن بين سحورها في المقابر والقصدير وإفطارها في شقق لائقة.