تكتظ المساجد بالمصلين خلال شهر رمضان الكريم في النهار كما في الليل. وعليه يزداد عدد المصلين طوال الشهر الفضيل الذي هو فرصة مفتوحة أمام جموع المسلمين للمسارعة في الخيرات والحسنات. ولكن مع اكتظاظ المساجد بجموع المصلين وارتفاع الحرارة فإن بعض الروائح الكريهة تبدأ في الانتشار في أرجاء المساجد مما يعكر أداء الصلاة. من المفروض أن يسود الصلاة بالمساجد خشوع تام بالنظر إلى أن صلاة الجماعة وتلاوة القران من طرف الإمام يربط المصلين بخالقهم عن طريق هذه الشعيرة الهامة، لكن تطرأ بعض المنغصات التي تعكر أداء الصلاة ومنها الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتشعر بالغثيان. يصلون بأقمصة متسخة تفوح منها رائحة العرق! يقول أحد المصلين إن المساجد في رمضان تكثر فيها المنغصات على المصلين بحكم الازدحام. ويقول المتحدث متأسفا أن رمضان أكثر الأشهر التي يشهد فيها المسجد اكتظاظا بسبب كثرة المصلين الحريصين على أداء الصلاة جماعة، ولكن بعضهم لا يحترمون قدسية المكان، فيدخلون بيوت الله وكأنهم يدخلون غرفهم الخاصة كما يبدو من ثيابهم غير اللائقة كارتداء المنامة بحجة أنها أكثر عملية أو ببذلة رياضية أشبه بلباس النوم. أو أن يدخل آخر بقميص متسخ أو تفوح منه رائحة العرق.. ''فلو يحترم هؤلاء خالقهم الذي يتعبدون له ما كانوا ليسمحوا لأنفسهم بالمجيء بهذه الهيئة المزرية''. يضيف المتحدث. كذلك يقول شاب آخر مستذكرا موقفا له خلال صلاة التراويح بحيث لم يتمالك الرائحة الكريهة المنبعثة من الشخص الذي كان أمامه فلم يجد إلا أن اقتصر ركعات التراويح وأدبر راجعا الى المنزل. يقول: ''ليلتها كان المسجد مكتظا بالمصلين، كانت رائحة كريهة تنبعث من الشخص الذي كان بجانبي بسبب حرارة الطقس وكان العرق يتصبب منه وأحسست بقطرات منه تلتصق بذراعي بسبب دنوه الشديد مني بفعل الاكتظاظ. وسببت لي تلك الرائحة الاختناق وعدم التركيز في الصلاة فآثرت الخروج منها بعد الركعات الأولى من التراويح. مصلٍ آخر أوضح يقول: ''العياذ بالله من الروائح التي تفوح من البعض كالإعصار من قوتها، وكأن الواحد منهم لم يستحم منذ شهر من شدة رائحة العرق المزعجة والتي يستحيل معها أن تخشع في صلاتك لو تورطت بمجاورة شخص من هذا النوع، والمشكلة أن تغيير المكان صعب عقب البدء بصلاة الجماعة خصوصاً مع زحمة المكان، ويستحيل أيضاً أن نوجه لهم ملاحظة من هذا النوع بسبب الإحراج أو منعا للمشدات الكلامية، والمكان أصلا لا يسمح بهذا من الأساس. طبعا يضاف لذلك رائحة الأقدام والأفواه، وهو نفس الحال في صلاة الجمعة لكن ليس بقدر صلاة التراويح والسبب ليس لكثرة الازدحام فحسب، بل لطول الوقت خصوصاً لو كان الإمام ممن يحب الإطالة في قراءة القرآن أثناء الصلاة. أما عن عدم التزام بعض المصلين بآداب المسجد فيقول مواطن آخر: ''هناك الكثير ممن لا يحترمون المساجد وينسون أن لها آدابها، فبالإضافة إلى هؤلاء الذين لا يستحمون قبل دخول المسجد للتخلص من روائحهم الكريهة قد تسمع أحدهم يتجشأ بصوت مرتفع وكأنه يجلس وحده في المكان، وأكثر ما يضايقني أيضا هؤلاء الذين يأتون وهم مرضى، فترى أحدهم يعطس إلى جانبك وبصوت مرتفع دون مراعاة للذين يحيطون به. وكذلك بمصليات النساء! المساجد بوجه عام لا بد ان تكون نظيفة ولا ينقصها شيء، ومسألة النظافة الشخصية مشكلة لا يمكن حلها فهي ترجع للشخص نفسه، وعموما فإن مصليات النساء لا تختلف كثيرا عن مصليات الرجال رغم قلة الازدحام والضغط بها، ولكن الروائح الكريهة المنبعثة من دورات المياه تنغص على أداء الصلاة. كذلك هناك بعض السيدات يبالغن في مظهرهن وفي تعطرهن حتى بالمساجد، وهن بذلك يفرضن ''روائحهن'' على الأخريات فيتعكر صفو الخشوع في الصلاة. أما المراحيض فأحيانا تكون أسوا حالا من تلك الخاصة بالرجال ..الروائح الكريهة والنعال والنميمة فحدث ولا حرج، تقول سيدة تصف حال مصليات النساء، وتضيف عن تلك الإزعاجات بالقول ''أحيانا يتملكني الغثيان لشدة الروائح الكريهة للأحذية ما يجعلني أسرع في أداء الصلاة للخروج. أما في صلاة الجماعة فأعمد أحيانا الى وضع يدي على أنفي رغم ان ذلك مناف لأداء الصلاة ولكن الروائح تصيب بالغثيان''. وتضيف: ''للمساجد آداب يجب على المسلم أن يلتزم بها، فهي بيوت الله ومن يحترمها يحترم خالقه. ومما يأسف له الإنسان أن يجد تقصيرا كبيرا عند البعض في حقوق المساجد، وحقوق المصلين فيها فيشكل البعض مصدرا للإيذاء والإزعاج لكثير من عباد الله.