يجتمع وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله غدا الإثنين مع أئمة ومؤذنين ومرشدات دينيات من مختلف الوطن ساعات قبل حلول شهر رمضان الكريم من أجل التذكير بأهم التعليمات التي وجهتها الوزارة قبل الشهر الفضيل، وهذا تجنبا لأي أخطاء يمكن أن تقع مثلما حدث في السنوات الماضية، حيث عرفت العديد من مساجد الجمهورية مخالفة أوامر وتعليمات الوزارة. وتتعلق هذه التعليمات أساسا بالإجراءات التنظيمية للمساجد خلال شهر رمضان، وكذا تفاصيل عملية فتح المصليات الجديدة من قاعات ومحلات متبرع بها لاستقبال المصلين لإقامة صلاة التراويح والتهجد. ومن بين التعليمات الموجهة والتي تصل إلى 10 أعلن عنها الوزير في الأيام الماضية في كل مناسبة يظهر من خلالها، منها منع صلاة التراويح في الشوارع، وإذا ما تتعذر إقامتها في المساجد يجب الاعتماد على القاعات والمحلات المجاورة لاستيعاب جماهير المصلين، خصوصا في المدن الكبرى، وذلك بعد إقرار اللجان الولائية التي تم تنصيبها لهذا الغرض وجود اكتظاظ في المساجد، أو ظروف غير مريحة كعامل ارتفاع الحرارة الذي يتطلب أجهزة التبريد، وهي الحالات التي ستفتح إمكانيات منح ترخيص من والي كل ولاية بعد مراعاة الجوانب المتعلقة بأمن المصلين. كما أن تعليمة أخرى وجهت من الوزارة الوصية لمديري الشؤون الدينية تتعلق بدراسة ملفات المرشحين لإمامة المصلين في صلاة التراويح من حفظة القرآن، مؤكدة أنه لن يسمح هذه السنة بإمامة المصلين في التراويح بالتلاوة باستعمال المصحف الشريف، مشيرة إلى أن جميع المساجد قد زودت بإمساكية مضبوطة تشير إلى التوقيت الدقيق لمواعيد الصلوات الخمس، خصوصا في رمضان، وهذا من أجل الالتزام بمواقيت الإفطار والإمساك بشكل دقيق، مؤكدة في ذات السياق أن الإمساكية ستكون موحدة لا نقاش في شرعيتها، وسيواجه المؤذنون المخالفون بإجراءات ردعية تصل إلى حد الفصل من الوظيفة بشكل نهائي. وستسمح الوزارة للإمام بإقامة سنة صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل دون تراخيص بشرط أن يتحمل الأئمة مسؤولياتهم الكاملة في حال فتحهم للمساجد ليلا مع إبلاغ مديري الشؤون الدينية بفتح المساجد حتى تكون الوزارة على دراية بالمساجد التي تقام فيها صلاة التهجد. فضلا عن التعليمة الموجهة إلى المؤذنين من أجل الالتزام بمواقيت آذان الإفطار والإمساك المضبوطة في إمساكية موحدة بإجراءات ردعية تصل إلى حد الفصل من الوظيفة بشكل نهائي، إلى جانب إبقاء المساجد مفتوحة طيلة اليوم في شهر رمضان. ناهيك عن التخفيف على المصلين أثناء أداء صلاة التراويح جراء تزامنه وموسم الصيف وما يشهده من ارتفاع درجة الحرارة، حيث من المنتظر أن تتشدد الوزارة في تعليمتها سارية المفعول منذ سنتين، خاصة بعد الشكاوي العديدة التي تلقتها بوجود تجاوزات من طرف بعض الأئمة السنة الماضية، وهذا من أجل الرفق بالمصلين أثناء صلاة التراويح في إشارة إلى التقيد بالمرجعية الوطنية في أدائها، وعدم إطالة قراءة القرآن الكريم، مؤكدة على ضرورة العمل بالطريقة المعتمدة على 4 تسليمات، بثماني ركعات، مع قراءة ثمن حزب في كل ركعة زيادة إلى الشفع والوتر. وأرفقت التعليمة تحذيرا لكل الأئمة، بمن فيهم المتعاقدون، الذين يخالفون التعليمة سارية المفعول، متوعدة إياهم بتطبيق عقوبات ضدهم، باعتبار أن درجة الحرارة العالية وإطالة قراءة القرآن سيؤثر سلبا على استيعاب وتركيز المصلين. وأكدت الوزارة أنها قامت بمضاعفة عدد المفتشين الذين سيسهرون على مراقبة هذه التصرفات والمخالفات، كما تؤكد أن القرار يعود إلى إرادة الوزارة في توفير أجواء الراحة، وأخيرا فقد تم تجنيد 1500 إمام متعاقد لأداء صلاة التراويح. وتسعى الوزارة هذه السنة إلى أن تكون المساجد في الجزائر موحدة في جميع الإجراءات من أجل توحيد الفكر وقطع الطريق أمام من يحاولون نشر البلبلة في وسط المصلين والتي عادة ما يكون أبطالها أصحاب الفكر السلفي الذين يريدون الخروج عن تعليمات الوزارة وفرض قانونهم في المساجد، حسب ما تفيد به مصادر من وزارة غلام الله.