اختلف تفسير أئمة المساجد لمعنى التخفيف في صلاة التراويح الذي حملته توجيهات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قبل دخول الشهر الفضيل، حيث اجتهدت مختلف مساجد الجمهورية خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المعظم في تطبيق توجيهات غلام الله فيما تعلق بتخفيف صلاة التراويح بحسب قناعات كل إمام. * عمد بعض الأئمة، في سابقة لم تشهدها مساجد الجزائر من قبل، إلى قراءة حزب واحد بدل الحزبين في الليلة الواحدة، بتخصيص ثمن الحزب لكل ركعة بدل الربع مثلما هو معمول به، حيث تستغرق الركعات الثمانية مع صلاة العشاء والشفع والوتر ساعة واحدة بدل الساعتين والنصف، وقد وجد المصلون مع هؤلاء الأئمة راحة كبيرة ترجمتها الأعداد المتزايدة للمصلين الذين أقبلوا على هذه المساجد بعد اليوم الأول، بعد انتشار خبر التخفيف في مساجد معينة. * من جهتهم فسّر أئمة آخرون التخفيف على أنه السرعة في القراءة مع الحفاظ على الحزبين في الليلة الواحدة، فاستغرقت صلاة التراويح والعشاء ساعة ونصف الساعة بدل الساعتين وأكثر بسبب إسراع القراء في التلاوة وهم يؤمون الناس في صلاة التراويح، ما خلق بعض الضيق لدى المصلين، خاصة وأن السرعة يصحبها دوما عدم الفهم وقلة المتابعة. * ورغم أن مذكرة التخفيف في التراويح وصلت جميع مديريات الشؤون الدينية والأوقاف على مستوى 48 ولاية، إلا أن أئمة آخرون تمسكوا بقراءة الحزبين مع التأني في التلاوة مثل سائر السنوات، ما استغرق عند كثير منهم الساعتين وأكثر، دون الاكتراث لتعليمات التخفيف، معتبرين صلاة التراويح قيام الليل الذي لم يكلف به المسلمون جبرا، بل يقوم لها من كانت لديه النية والقدرة على إتمامها والوقوف لله لطلب المغفرة والجنة بقلب مطمئن. * كما لم يثن الحر وانعدام التكييف في معظم المساجد، عزيمة الأئمة في مساجد أخرى عن قراءة الحزبين في صلاة التراويح حفاظا على السنة المعمول بها في الجزائر، وهي ختم القرآن الكريم كاملا مع انقضاء شهر رمضان، حيث عللّ أحدهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يختم القرآن في ركعة واحدة، وعليه لا يمكن أن تكون حرارة الجو سببا في اختصار صلاة ينتظرها الجميع ولا يجتمع عليها الجزائريون إلا شهرا واحدا في السنة. * ومعلوم أن مساجد الجزائر درجت على سنة اختبار حفظة القرآن الكريم وإعطائهم فرصة إمامة الناس بتقديمهم للمصلين في صلاة التراويح، حيث يتواتر بضعة قراء في الليلة الواحدة في بعض المساجد لإسماع ما يحفظون، وكثيرا ما يترك الإمام الرسمي إمامة المصلين في صلاة التراويح لصالح هؤلاء الشباب من حافظين القرآن لتدريبهم على القراءة والإمامة، وهو أمر يستغرق الوقت الكثير في أغلب الحالات ولا يمكن أن يتحقق إذا ما اختصرت التراويح في كل المساجد.