لقي سبعة أشخاص مصرعهم من بينهم صحافي وأصيب عشرات آخرون في هجوم مسلح وتفجيرات انتحارية استهدفت العاصمة العراقية بغداد والموصل بشمال العراق في مؤشر خطير على تصاعد موجة العنف مجددا في هذا البلد المتوتر أمنيا وسياسيا.ولقي ستة أشخاص مصرعهم وأصيب أكثر من 20 آخرين من بينهم 10 أفراد من عناصر الشرطة في ثلاثة انفجارات انتحارية استهدفت أحياء في العاصمة بغداد. وانفجرت سيارة مفخخة تلاها بلحظات انفجار عبوة ناسفة من النوع اللاصق في سيارة أخرى بالقرب من الأولى جنوب غرب بغداد مما أدى إلى سقوط الحصيلة المذكورة. وتسببت كذلك في إلحاق أضرار مادية بالغة بالمباني والسيارات القريبة من موقع التفجيرات. كما لقي صحافي عراقي يعمل في إحدى الفضائيات العراقية مصرعه في هجوم مسلح استهدف صباح أمس منزله بالموصل شمال العراق. وقال مصدر أمني عراقي أن ''مسلحين قتلوا الصحافي صفاء الخياط أمام منزله وسط الموصل بأسلحة كاتمة للصوت أثناء توجهه إلى مقر عمله''. ويعتبر الخياط البالغ 35 عام مقدم حصة ''مساجدنا'' التي تبثها قناة الموصلية ثاني صحافي عراقي يلقى مصرعه في ظرف 24 ساعة بعد زميله رياض جبار السراي الذي كان يعمل في قناة العراقية والذي قتل بنفس الأسلوب في منطقة الحارثية غرب بغداد أول أمس. وتعزز عودة استهداف رجال الإعلام في العراق المخاوف المتزايدة من دخول هذا البلد في متاهة حرب أهلية يجهل مصيرها وهو الذي أصبح يعيش على وقع هجمات مسلحة وتفجيرات انتحارية شبه يومية. ويتزامن مقتل الصحافي مع إصدار مراسلون بلا حدود لتقرير وضع الحرب في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003 في خانة ادمى النزاعات بالنسبة لوسائل الإعلام منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام .1945 وكان التقرير الذي أصدرته المنظمة غير الحكومية أول أمس كشف أنها سجلت مقتل 230 إعلاميا من صحافيين ومراسلين ومتعاونين مع وسائل إعلام محلية وأجنبية من بينهم 172 صحافيا منذ الغزو الأمريكي عام .2003 وجاء في التقرير الثالث من نوعه الذي تصدره مراسلون بلا حدود منذ بداية هذه الحرب انه ''إذا كان الغزو الأمريكي وضع حدا لنظام الرئيس صدام حسين وسمح بانفتاح هام لوسائل الإعلام العراقية فإن الحصيلة البشرية لأعمال العنف الناجمة عن هذه الحرب تبقى وبكل تأكيد كارثية''.