يحتضن المركز الثقافي الاسباني بالجزائر العاصمة ابتداء من اليوم وإلى غاية الفاتح من شهر نوفمبر المقبل، معرضا تحت عنوان ''العلم الاسباني من خلال صور'' وهذا في إطار الدورة السابعة للمسابقة الوطنية للصورة العلمية التي أقيمت مؤخرا باسبانيا. ويضم هذا المعرض 50 صورة التي فاز أصحابها في المسابقة الوطنية للصورة العلمية باسبانيا والتي شارك فيها 300 مصور عرضوا أكثر من650 صورة في هذه التظاهرة التي نظمها المجلس الأعلى للبحوث العلمية، والمؤسسة الاسبانية للعلم والتكنولوجيا. ويهدف منظمو هذا المعرض إلى تقريب العلوم إلى المواطنين عن طريق عرض صور تحمل مواضيع علمية برؤية ذاتية للمصورين وتنقسم إلى صنفين، وهما الصور التي التقطت بعدسة تزيد عن مليمتر واحد (26 صورة) والصور التي التقطت بعدسة تقل عن المليمتر الواحد (24 صورة). وتضم الصور التي ستعرض بالمركز الثقافي الاسباني انطلاقا من يوم الغد وفي الساعة الخامسة مساء، تعليقات كتبها المصورون أنفسهم، حيث يعبرون فيها عن فحوى موضوع صورهم والهدف من منها، وفي هذا السياق سيكون الجمهور على موعد مع معرض للصور مختلف عن سابقيه بحيث سيشهد على تزاوج بين العلم والفن بتناسق رهيب وسيدفع بمحبيّ هذا الفن إلى إعادة نظرهم في كل ما يتعلق بالأنشطة العلمية. للإشارة، الصورة العلمية هي تلك التي تعنى بالمواضيع العلمية وتلتقط بطرق خاصة ويعمل صاحبها على المزج بين فن التصوير من جهة والعلم من جهة أخرى، كما أن المصور المهتم بهذا النوع من الصور يجب أن يكون ملّما بمهنته وبالموضوع العلمي الذي اختاره، فهو ليس كأي مصور بل يجب أن يتحلى بالنظرة العلمية الثاقبة التي تسمح له بالتغلغل في موضوع عمله بكل احترافية. وفي نفس الصدد، يطالب المصور العلمي بوضع تعليق يصاحب صوره وتعتبر هذه الخطوة مهمة جدا لأهمية الصورة في حد ذاتها، فهي تأتي كتكملة للعمل في حد ذاته وأحيانا يقوم المصور بشرح التقنية التي اعتمدها في عمله هذا، وحتى الكشف عن نسبة تكبير الصورة، حتى يفهم الجمهور فحوى موضوع الصورة بشكل أوضح. المصور العلمي مختلف عن قرينه الذي لا يهتم بالمواضيع العلمية، فهو ينظر إلى ما حوله بطريقة مختلفة ويقوم أيضا بالكشف عن أشياء أو حتى مخلوقات لا ترى بالعين المجردة ويقوم بتكبيرها عبر استعماله لتقنيات خاصة، كما أن المصور العلمي عندما يلتقط صورة ما فإن هذه الأخيرة تتناسب مع موضوع بحثه في أغلب الأحيان، حتى أن هذه الصورة يمكن أن تكون دعامة كبيرة لأعماله وتزيد من فهمه للأمور. عودة إلى الصورة العلمية التي وجدت منذ أن وجد فن التصوير وقد كان دورها وما يزال في الكشف عن ما لا يرى بالعين، لتتحول من مرآة لما هو في الواقع إلى كاشفة للمستور والمتخفي، بالمقابل صاحب العلم فن التصوير في مجال آخر يتمثل في التقنيات المستعملة في عملية التصوير وتطويرها والتي مكنّت من الوصول إلى صور في غاية الدقة والجمال في انتظار المزيد.