هل أحسنت اتحادية الدراجات الاختيار لما قامت بتعليق عضويتها في الاتحاد الدولي للعبة؟ سؤال تطرحه حاليا بحدة وبكثيرة من الدهشة والاستغراب الأوساط الرياضية لهذا الفرع التي تعتقد أن هذا القرار، بغض النظر عن الخلفيات التي جعلته يطرح نفسه، سيزيد في تعميق الصراعات الواقعة منذ أكثر من سنة داخل الهيئة الفيدرالية والمحيط القريب منها الممثل في أطراف المعارضة التي أصبحت تغذي الصراع بسبب مواقفها المعادية لرئيس الاتحادية رشيد فزوين، المتهم بسوء التسيير وبالانفراد في اتخاذ قرار الانسحاب من الإتحاد الدولي، حيث يعاتبه الجميع على تجاهله لرأي أعضاء الجمعية العامة قبل اتخاذ هذا الإجراء الحساس جدا. وقد جاءته المعارضة هذه المرة من داخل المكتب الفيدرالي، حيث علمنا من مصادر موثوقة أن نائب الرئيس، السيد يوسف عمروش، قدم أول أمس استقالته للاحتجاج على الكيفية التي يسير بها فزوين ملف الانسحاب من الاتحاد الدولي، مبديا أيضا استياءه من السياسة المتبعة في مجال تطوير الفرع الذي أصبح يراوح مكانه حسب العارفين بشأن الدراجة الجزائرية، حيث عجزت الهيئة الفيدرالية إلى حد الآن عن بعث نشاط الفرع بشكل جيد على المستوى الوطني بالرغم من حيازتها على برنامج عمل منبثق من الجمعية الانتخابية التي شهدت اعتلاء رشيد فزوين لرئاسة الاتحادية، حيث لم تتعد هذه الأخيرة تنظيم دورتي البويرة وسكيكدة، وتركت الجميع يندهش من عدولها عن تنظيم دورة الجزائر الدولية التي صنعت في الماضي شهرة وسمعة الدراجة الجزائرية عبر العالم لاسيما وأن ظروف استضافتها ونجاحها قائمة بعد تدشين شبكة الطرقات الجديدة التي ستزيد في نجاح الدورة إلى درجة أن بعض المختصين في هذه الرياضة يرون أن الجزائر قادرة على تنظيم دورة دولية تضاهي أكبر الدورات في العالم. وكل ما يخشاه العارفون بشؤون هذه الرياضة، أن يكون لقرار تعليق العضوية من الاتحاد الدولي انعكاسات سلبية على رياضة الدراجات الجزائرية التي تنتظرها مواعيد دولية هامة جدا. ويتوقع الملاحظون أن تشهد الجمعية العامة للاتحادية، المقررة الخميس القادم، نقاشات حادة وساخنة بسبب الهوة الموجودة بين الرئيس وبعض أعضاء مكتبه في عدة مسائل تخص تسيير الفرع والمواقف المتباينة لأعضاء الجمعية العامة الذين يطالب البعض منهم اللجوء إلى انتخابات جديدة من أجل إنهاء التوترات بين الهيئة الفيدرالية والاتحاد الدولي.