لا تزال اتحادية الدراجات مترددة في تنظيم دورة الجزائر للعبة حسب مصادر قريبة من هذه الهيئة الرياضية التي أصبح لها رئيس جديد هو السيد رشيد فزوين، منذ أسبوعين على رأس هذه الهيئة في جمعية انتخابية استثنائية جرت تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة، وضعت حدا لحالة الجمود الذي عاشته أسرة هذه الرياضة. وتعود أسباب الغموض في تنظيم دورة الجزائر الدولية بالدرجة الأولى إلى التأخر الذي عرفه تنظيم الجمعية العامة الانتخابية الاستثنائية رغم أن المسلك الذي تمر عبره قافلة "الملكة الصغيرة" تم اختياره منذ أكثر من شهرين، إلا أن ذات المصادر أرجعت هذا التأخر إلى أسباب أخرى، من بينها ضرورة حصول الاتحادية الجديدة على تزكية جمعيتها الانتخابية من الهيئة الدولية للعبة، وهو الجانب الكبير الذي يؤرق حاليا المسؤولين الجدد للهيئة الفدرالية الذين لم يتلقوا أية مراسلة من الاتحاد الدولي الذي كان قد اشترط على الاتحادية الجزائرية ضرورة مطابقة قوانينها مع قوانين الاتحاد الدولي بعد الجمعية الانتخابية الأولى الفاشلة التي جرت في 23 جانفي 2009، وهو الموقف الذي اعتبرته وزارة الشباب والرياضة تدخلا في الشؤون الداخلية للجزائر وينم عن وجود سياسة الكيل بمكيالين لدى هذا الاتحاد، ما دام أنه تفادى اتخاذ نفس الموقف تجاه اتحاديات أخرى منها بشكل خاص اتحاديات في بلدان الخليج تسير حسب قوانين داخلية خاصة بها، و هو ما أرادت الاتحادية الجزائرية التعامل به من خلال خضوعها للمرسوم الرياضي 405 -05 المحدد والمنظم لكامل الاتحاديات الرياضية في الجزائر. و كان السيد فزوين قد طلب من رئيس الاتحاد الدولي، السيد بات ماك كايد، ضرورة امتناع هيئته عن التدخل في الشؤون الداخلية للاتحاديات التابعة لها، حيث أن الاتحادية الجزائرية للدراجات تعد الوحيدة من بين نظيراتها في العالم التي يشترط منها مطابقة قوانينها مع قوانين الاتحاد الدولي. وينوي فزوين حسب نفس المصادر، التنقل في الأيام القادمة إلى مقر الاتحاد الدولي للدراجات من أجل شرح القوانين التي تم على أساسها انتخاب اتحادية الدراجات ومن ثم إذابة الجليد بصفة نهائية بين الطرفين. وكان الرئيس الجديد للاتحادية الجزائرية للدراجات، قد حمل المسؤولين السابقين في الهيئة الفدرالية، مسؤولية الوضع الغامض الذي ساد هذه الأخيرة لأكثر من سنة، ومنع حسب أقواله الفرع من تحقيق انطلاقة جديدة. وتنتظر الرئيس الجديد للاتحادية مهمة شائكة تتطلب منه بذل مجهودات كبيرة من أجل بعث هذه الرياضة التي عرفت سنوات عجافا، لا سيما خلال فترة الإرهاب وتسبب في تراجع نشاط أغلب الرابطات، التي تبقى عودتها إلى الميدان مرهونة بحصولها على ميزانية معتبرة، فضلا عن توفير العتاد الذي عادة ما يتم جلبه من الخارج. ويعتقد المهتمون برياضة الدراجات، أن تنظيم دورة الجزائر خلال السنة الجارية يعد التحدي الكبير الذي ينتظر الرئيس الجديد للاتحادية.