الموقف العربي من مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية جاء تحصيل حاصل بعد أن فوضوا في وقت سابق رئيس السلطة بتقدير الوضع وخيروه بين استئناف هذه المفاوضات من عدم استئنافها. والموقف العربي لم يخرج عن مبادرة السلام العربية التي وضعت في ثلاجة لعدة سنوات بعد أن رفضها الطرف الإسرائيلي في حينها ووصفها سفاح الكيان الصهيوني بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به. والموقف الذي يسجل للعرب إذا تمسكوا به هو رفضهم إضفاء الطابع اليهودي على دولة إسرائيل، وهو الشرط الذي تضعه إدارة الاحتلال لمواصلة المفاوضات على قيام دولة فلسطين تريدها بلا سيادة وبلا مقومات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية. لكن الأمر الذي يتخوف منه المتتبعون لهذا الملف هو أن يهودية الدولة العبرية في طريقها لأن تكون أمرا وقعا على الأرض بفعل الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من ديارهم وقراهم بهدف تغليب العنصر اليهودي في المناطق التي يراد تهويدها ولا يبقى أمام أقلية فلسطينية سوى خيار الهجرة تحت الضغوط المختلفة التي يتفنن العدو الإسرائيلي في ممارستها على أي فلسطيني يتمسك بأرضه وببيته. وإذا ما أراد العرب الثبات على رفض يهودية هذا الكيان فعليهم اليوم قبل الغد أن يفرضوا استقرار الفلسطينيين في مناطقهم وعودة فلسطينيي الشتات إلى بلدهم وقراهم.