أجمع الأساتذة والاخصائيون الذين نزلوا ضيوفا على البرنامج الأسبوعي "من آخر السطر" لإذاعة المسيلة لمناقشة موضوع المحسوبية والوساطة، على أن القيام بغرس المبادئ الفاضلة في الأبناء وحسن تربيتهم هما العاملان الأساسيان لتحاشي الوقوع في المحسوبية كظاهرة سلبية في المجتمع ، وأكد المتدخلون في البرنامج على غرار الأستاذين عماد عمور وبودربالة والأستاذة سليمة بوخيط أن للموضوع أبعادا لامتناهية وقد تصل العالمية وأن جميع الظواهر الاجتماعية متلازمة ومتوافقة وعلاقتها بالقيم النفسية والاجتماعية هي تحقيق الغايات المقصودة وحسبهم دائما فإن الوساطة عبارة عن شفاعة لصاحب رأي أو نفوذ لشخص آخر وقد تكون حسنة أو سيئة، فيما تكلموا أيضا على أن المجتمع المحلي والجزائري مبني على قيم الأخوة والزمالة ما شجع جانب المحسوبية وسهل لها الانتشار السريع· وقال الأستاذ بودربالة: أن توفر فرص العمل والخدمات الفورية من شأنها محو الجوانب السلبية لهذه الظواهر وهنا وجب التفريق بين الواجب والحق والمطالب والمحسوبية، فمجتمعنا في الكثير من المناطق مبني على النظام القبلي أوالعرش، وبالتالي ترك الأولوية دائما لأفراد الأسرة الواحدة أوالأسر المتقاربة· كما توضح الأستاذة بوخيط أن مفعول ظاهرة الوساطة والمحسوبية تختلف من مؤسسة لأخرى بحسب تخصصها وميدان نشاط تركيبتها البشرية من العمال والمسؤولين· وتظهر حلول الرادع القانوني الذي أتى في كفة والمبادئ الاخلاقية في كفة كما يرى الأستاذ عمور لتغليب مبدأ القيمة الأقوى والأنجع، إذ لا مناص من ترسيخ مبدأ الاعتدال في الأسرة لتربية الأبناء على الفضيلة لتفادي التزوير الاخلاقي لكن قبل اللجوء الى الرادع القانوني المذكور وجب استنفاد كافة الطرق التوعوية والتربوية التحسيسية في نفس الصغير قبل الكبير، وتكثيف الرقابة تبعا لذلك والعمل بمبدأ التعاون البناء والهادف وهو العامل الذي تكلم عنه الكثير من المتصلين من المستمعين والذين وجدوا أجوبة شافية لدى ضيوف الأستاذ ناجح مخلوف حول العناصر المتعلقة بظاهرتي الوساطة والمحسوبية ومدى تغلغلها في المجتمع المسيلي خاصة والجزائري بشكل عام.