نظم المرصد الجزائري للمرأة المنزوي تحت لواء أكاديمية المجتمع المدني الجزائري أمس، بقاعة الموقار بالعاصمة، أول ندوة وطنية لسيدات الأعمال الجزائريات، خصصت لبحث سبل تفعيل دور المرأة في مسار التنمية وتحديد العراقيل والمعوقات التي لازالت تعترض أداء المرأة في عالم الأعمال· وحدد السيد أحمد شنة الأمين العام لأكاديمية المجتمع الجزائري في مداخلته الافتتاحية للندوة التي حضرها برلمانيون وشخصيات من عالم الأعمال وجامعيون، المحاور الثلاثة الكبرى التي ارتكز عليها النقاش في هذا اللقاء الأول من نوعه في الجزائر، والمتمثلة أساسا في مساهمة المرأة في الاقتصاد الوطني، المرأة والقيادة في المجال الاقتصادي والمرأة والاستثمار بين التشريع والواقع الميداني، وذلك بهدف تعزيز آليات مساهمة المرأة في مسار التنمية الوطنية الذي تخوضه البلاد، وتثمين الفرص الكبرى التي أتاحتها سياسة الإصلاحات التي أعلنها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة· كما تهدف الندوة أيضا إلى تبادل التجارب بين الخبرات النسوية الوطنية والتقريب بين سيدات الأعمال الجزائريات، ومقارنة المعوقات التي تعترضهن على مستوى الولايات· من جهتها أبرزت السيدة الشائعة جادي جعفري رئيسة المرصد الجزائري للمرأة، المكانة الفاعلة التي أصبحت تضطلع بها المرأة الجزائرية ودورها المحوري في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإدارة الثروة الوطنية، مشيرة في المقابل إلى أنه بالرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من قبل السلطات العليا في البلاد بفضل التعديلات التي أدرجت على التشريعات والتي سمحت للمرأة الجزائرية باعتلاء أسمى المناصب في الدولة، إلاّ أنه لازالت هناك بعض الفروق قائمة في الجانب الخاص بطرق الوصول إلى المناصب والفرص المتاحة لذلك· وفي هذا الإطار أشارت المتحدثة إلى أن الأهداف الرئيسية المتوخاة من الندوة الوطنية لسيدات الأعمال، تشمل تحسيس المسؤولين وأصحاب القرار بضرورة بذل المزيد من الجهود من أجل مزيد من تكافؤ الفرص بين الجنسين، وتحديد المفاهيم والمصطلحات الخاصة بعالم سيدات الأعمال، علاوة على تقييم أداءهن في الميدان وضبط انشغالاتهن المطروحة في مجال الاستثمار على وجه الخصوص· وانتظمت أشغال الندوة بعد المداخلات الافتتاحية في شكل ورشات عمل، تناولت إلى جانب مناقشة المحاور الأساسية للقاء عرض نماذج وشواهد قدمتها سيدات الأعمال، وبرأي السيد شنة الأمين العام لأكاديمية المجتمع المدني الجزائري، الذي قدر عدد سيدات الأعمال في الجزائر بنحو 25 ألف سيدة، مشيرا إلى أن نسبة مساهمتهن في الناتج الداخلي الخام ب9,5 بالمائة، فإن من أكبر العراقيل التي لازالت تعترض عمل سيدات الأعمال في الجزائر، التمييز الحاصل في مجال الحصول على قروض الاستثمار، موضحا في هذا الصدد أن التوصيات التي ستنتهي إليها الندوة سيتم رفعها إلى الجهات المسؤولة للنظر في إمكانية تنفيذها في شكل قرارات أو تشريعات تعمل على تسهيل أداء المرأة في الحياة الاقتصادية، وأعلن المسؤول بعد أن أشار إلى أن مثل هذه الندوات تنتظم بصفة دورية في عدة بلدان عربية بينما تنتظم لأول مرة في الجزائر، أن خبراء ومختصين في عالم الأعمال على مستوى الأكاديمية قاموا باختيار السيدة فوزية بن سويكي رئيسة جمعية المرأة والأرض والتي اختصت في المجال الفلاحي كأول سيدة أعمال في الجزائر، فيما اختيرت السيدة حدة حزام مديرة جريدة الفجر في المرتبة الثانية وكأول سيدة أعمال في المجال الإعلامي· وفي حين أوضح بأن الأكاديمية التي تجمع 7 جمعيات تنشط في إطار المجتمع المدني وتمثل فئة النساء من ضمن المنخرطين فيها 65 بالمائة، ذكر السيد شنة بموقف هذه المؤسسة الذي أعلنته في مؤتمرها الأخير في 27 ديسمبر الماضي، والداعي إلى تعديل الدستور ودعوة رئيس الجمهورية بإلحاح لقيادة البلاد مجددا في عهدة ثالثة تمكن الجزائريين من الاستفادة أكثر من المكاسب الكبرى التي تحققت بفضل سياسته الرشيدة، معتبرة بأن استمرار الرئيس في قيادة الدولة مسألة استراتيجية لتعزيز الأمن والسلم الذي استعادته الجزائر ومسار التنمية الشاملة الذي تسير على دربه·