الجمعيات الخيرية في الجزائر والتي تنسب إلى نفسها الطابع الثقافي والاجتماعي والخيري في بعض الأحيان لا تحصل على إجماع من طرف المواطنين على الأقل فيما يتعلق بمسألة تقديم التبرعات. ففي كثير من الأحيان يلجأ بعض المحسنين إما إلى صندوق الزكاة لتسليم أموال الزكاة أو التبرعات أو الصدقات، أو يفضلون إعطاءها مباشرة إلى من يحتاجها، وقد يرجع سبب ذلك إلى عدم الإلمام بحقيقة عمل الجمعيات أو عدم ثقة ناتج عن أفكار مسبقة جاءت بفعل خروج بعضها عن طريقها وهدفها الإنساني، واستغلال الأموال لأغراض شخصية. إلا أن هذا لاينفي وجود أخرى تجتهد فعلا من أجل تقديم المساعدات لشرائح معينة من المجتمع، وتسعى إلى ترسيخ فكرة مجتمع مدني فاعل اجتماعيا ومؤثر ومتواجد حيث توجد الحاجة إليه. جمعية ''زهرة'' هي واحدة من الجمعيات التي يتنبأ لها بمستقبل زاهر وذلك يقاس بأجندة الإنجازات التي حققتها في وقت قصير، التي وإن كانت متواضعة في بعض الأحيان إلا أنها تدل على العزم والجدية والمثابرة التي تميز المنتسبين إليها. هم مجموعة من الشباب تترأسهم طالبة بكلية العلوم التجارة والاقتصاد ''وحيدة سالم شريف''... قد يبدون للوهلة الأولى شبابا جد عاديين لا تتوقع أن تتجاوز اهتماماتهم شرائط الكاسيت وقصات الشعر الجديدة، إلا أنهم يشكلون فريقا نشطا يرفعون من خلاله شعار ''من أجل شباب لا يذبل ومن أجل ثقافة التشارك''. من بين النشاطات التي تتولاها الجمعية نجد بالخصوص تنظيم زيارات منتظمة إلى مراكز علاج الأطفال المسعفين، حيث يقومون بتقديم هدايا ومنح ومساعدات لهذه الشريحة من المجتمع، هذه المساعدات يقومون بجمعها بطرق مختلفة لاسيما عبر تنظيم حفلات خيرية تنشطها فرق غنائية من الشباب الهواة، منهم على سبيل المثال لا الحصر المترشحة في برنامج ستار أكاديمي المغاربي ''دنيا'' التي وإن لم يسعفها الحظ في افتكاك المرتبة الاولى الا انها لا تتوانى عن المشاركة في مبادرات إنسانية وتضامنية مع الفئات المحرومة في المجتمع متى دعيت لذلك. وإضافة إلى السهرات الغنائية تعمل الجمعية على تنظيم عروض مسرحية ومعارض مختلفة خاصة بالرسم والشعر، كما لاتفوت الجمعية المناسبات الدينية والوطنية لتفعيل التضامن مثل ما فعلته في شهر رمضان المبارك، حيث أشرفت على مائدة رمضان وشاركت في إعداد وجبات لإفطار المحتاجين والفقراء وتقديمها لهم. كما جمعت تبرعات من أجل شراء لوازم مدرسية للأطفال المحتاجين من أجل السهر على ضمان تمدرس كل طفل يصلون إليه.