بلغت حصيلة زكاة الفطر حدود 23.8 مليار سنتيم لعام 2008، وقد تم توزيع هذه الزكوات على المحتاجين بالأحياء التي تم جمعها بها، حسب مدير الأوقاف السيد بلقاسم بوخرواطة في تصيح ل"المساء"، والذي أشار إلى أن أكثر من 145 ألف محتاج استفادوا من هذه الصدقات خلال أيام العيد، وقد استحسن المواطنون هذه العملية التي يشرف عليها إمام الحي واللجنة الدينية والمزكون أنفسهم الذين يحددون المحتاجين الفعليين من هذه الشعيرة الدينية السمحة، أما حصيلة الزكاة (ثالث ركن في الإسلام) فقد بلغت خلال الأشهر الماضية أزيد من 40 مليارا و265 مليون سنتيم منها زكاة الزروع التي تعدت المليارين، و220 مليون سنتيم ، وزكاة الأموال التي فاقت 38 مليارا و135 مليون سنتيم بكامل التراب الوطني، حسب مدير الأوقاف. وأشار مصدرنا إلى أن زكاة الفطر تعد الوحيدة التي توزع في المكان الذي جمعت به، على خلاف زكاة الفرض التي تجمع من مختلف الأماكن وتقوم اللجنة الولائية بتوزيعها بالعدل بين المحتاجين. وتجمع زكاة الفطر في المساجد ابتداء من منتصف رمضان وتودع بالصندوق المسجدي حيث يتم إحصاء الفقراء والمساكين وترتيبهم حسب الأولوية، وتقدم لهم المبالغ المجموعة مباشرة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر رمضان، كما ترسل اللجنة المسجدية محضر الجمع والتوزيع إلى اللجنة القاعدية ومنها إلى اللجنة الولائية التي ترسل تقريرا عاما إلى نيابة مديرية الزكاة.
أزيد من 40 مليارا والبقية تأتي وأكد لنا مدير الأوقاف أن العرف الاجتماعي عندنا ربط في مخيلة الناس إيتاء الزكاة بمناسبة عاشوراء كل سنة، إلا أن هذا الفرض المؤكد يجري أداؤه على مدار السنة، لتبقى بعض الأمور التنظيمية تطبع هذه العملية من حيث تقديم حصيلتها الوطنية في كل سداسي لضبط الأرقام والتمكين من خصم نسبة 37.5 من الزكاة المجموعة لتوجيهها إلى مساعدة الشباب والمحتاجين في إنشاء مؤسسات مصغرة واستغلال أموال الزكاة في مشاريع تساهم في محاربة البطالة والفقر، ويتم صب هذه الأموال في حساب ببنك "البركة" المتعامل مع الوزارة في هذا الميدان. كما يتم -حسب محدثنا- خصم 12.5 أيضاً من الزكاة المجموعة للتكفل بتسيير العملية من طرف اللجان المحلية التي تشرف على العملية في مختلف الدوائر والبلديات، فيما تبقى النسبة الكبرى (حصة الأسد) لزكاة القوت الفائدة المحتاجين، حيث بلغت خلال الأشهر الماضية من السنة الجارية 40 مليارا و265 مليون سنتيم بين أموال وثمار. وتعرف عملية جمع الزكاة وتوزيعها منذ سنة 2006 حركية جديدة وتنظيماً محكماً كانت نتائجه طيبة ومحل استحسان العائلات المحتاجة، خاصة المستفيدين من تمويل المشاريع الصغيرة الذين وجدوا في هذه الزكاة صندوقاً وطنياً آخر لمساعدتهم على دخول عالم الشغل والإنتاج، الذين سيصبحون أيضاً بعد نجاح مشاريعهم من المزكين أيضاً. وفي هذا السياق ذكر السيد بلقاسم بوخرواطة أن اللجان المسجدية تقوم بإحصاء الفقراء والمساكين في شكل عائلات وليس أفرادا بالأحياء المحيطة بالمسجد بناء على استمارة خاصة مدعمة بوثائق تبين الوضعية الاجتماعية للعائلة، وترسل القوائم للجنة القاعدية على مستوى الدائرة للترتيب والمصادقة، كما تحوّل الملفات إلى اللجنة الولائية لصندوق الزكاة لصرف المبالغ عن طريق الحوالات البريدية، أو الشيكات. وتشير إحدى الدراسات في هذا المجال إلى أنه تم إيصال زكاة المال لما يفوق 70.000 عائلة خلال السنة الماضية وتقديم قروض حسنة لأكثر من 3400 مشروع مصغر، واستفادة أكثر من 120.000 عائلة من زكاة الفطر.
الزكاة: بركة، قوت، عمل واستثمار وقال الأستاذ مسدور فارس في دراسة أعدها سابقاً لفائدة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حول تجربة صندوق الزكاة الجزائري إن هذا الأخير حقق منذ 2003 إلى يومنا نتائج باهرة ما فتئت تتزايد عاماً بعد عام، وأن فكرة الزكاة ترسخت في أذهان المواطنين فقراء ومزكين، وزاد الاقتناع بضرورة تنظيم الزكاة جمعا وتوزيعا، وتعد أكبر تنظيم تطوعي في الجزائر يشمل 48 لجنة ولائية، إلى جانب أن الفكر الزكاتي اقتحم عالم الإعلام من جرائد، مجلات، إذاعة، وتلفزة، وبذلك استقطب اهتمام الناس، لاسيما وأن عملية جمع وتوزيع الزكاة ضمت أكثر من 500 لجنة قاعدية، وأزيد من 14000 خلية مسجدية وتسخير أكثر من 90.000 متطوع. ويضيف الأستاذ مسدور مدرّس بجامعة سعد دحلب بالبليدة في تقريره أن أقل مبلغ يخرج كزكاة من أموال الجزائريين يقدر ب 2.5 مليار دولار، وأنها تكفي لتكون مرتباً شهرياً بقيمة 10.000دج ل 500.000 عائلة فقيرة، تقديم 13700 قرض حسن بقيمة 300.000 دج توفير 27400 منصب شغل كل سنة إنشاء وتجهيز ما لا يقل عن 500 مكتب لصندوق الزكاة كل سنة توظيف 1000 عامل على الزكاة كل سنة.