أعرب عدد من أولياء تلاميذ حي هريسة ببلدية الرويبة شرق العاصمة عن تأسفهم لسياسة الصمت التي تتبناها السلطات المحلية بشأن عدم تجسيد مشروع المدرسة الابتدائية بالحي الذي يتوسط بلدية الرغاية والرويبة، ويقع ما بين الأراضي الفلاحية، وما خلفه انعدام مثل هذه الهياكل من مشاكل صحية للتلاميذ وهم ينتقلون أربع مرات في اليوم الواحد في ظروف جد خطرة لا سيما أن حيهم يحاذي الطريق السريع الذي يمر بالمنطقة الصناعية. أفاد عدد كبير من سكان حي الهريسة الذي يعرف عنه أنه موقف للحافلات على مستوى المنطقة الصناعية ''الرغاية الرويبة'' أكثر من اعتباره تجمعا سكانيا، أن جل الظروف التي يتنقل فيها التلاميذ المتمدرسون، إلى مقاعد الدراسة ببلدية الرويبة تبقى جد مأساوية ومحفوفة بالمخاطر في ظل التجاوزات المرورية الخطيرة لأصحاب الحافلات وسائقي المركبات الخفيفة، في الوقت الذي لا يجد تلاميذ الطور الابتدائي طريقا آخر للتنقل إلى مدارسهم مشيا على الأقدام في مسافة تزيد عن 2 كيلومتر وما تحمله الوضعية من خطورة كبيرة في ظل عجز السلطات المحلية عن بناء مدرسة ابتدائية على الأقل لتلاميذ الطور الابتدائي الذين أنهكتهم مشقة الطريق وهم يحملون محافظهم الثقيلة. وأوضح سكان الحي أن المشكل لا يزال قائما منذ سنوات دون أن تتحرك السلطات البلدية لحله، مع العلم أن حيهم ''الهريسة'' ينتمي إلى أكبر بلديات العاصمة وأغناها تبعا للتحصيلات الجبائية التي تتمتع بها بلدية الرويبة على اعتبار أنها تضم عددا كبيرا من المؤسسات الاقتصادية ذات النشاط المكثف. وفي السياق أضاف بعض تلاميذ حي الهريسة المتمدرسين بمتوسطات وثانويات وسط المدينة أنهم يبقون مجبرين على المكوث بجانب مؤسساتهم التربوية، لانعدام أدنى ظروف التنقل، خاصة وأن الحي يقابل المنطقة الصناعية التي لا يتوقف عندها أصحاب حافلات نقل المسافرين إلا في الفترات الصباحية والمسائية لنقل العمال. على عكس تلاميذ المرحلة الابتدائية الذين يتكبدون مشقة التنقل كل صباح ومساء بسبب عدم توفر الإطعام المدرسي بحكم أن المدارس الابتدائية ببلدية الرويبة تقع وسط المدينة ولا تستدعي توفيرها. فيما تابع بعض المتحدثين أن حصيلة حوادث المرور التي عادة ما يكون ضحاياها تلاميذ الطور الابتدائي تبقى مرشحة للارتفاع كل سنة، في انتظار تدخل المصالح المحلية لبلدية الرويبة، أو إعانة وزارة التضامن بتوفير على الأقل حافلة لنقل التلاميذ إلى مقاعد الدراسة أو إنجاز مدرسة ابتدائية بحي الهريسة الذي من شأنه القضاء نهائيا على المشكل الذي نغص حياة أولياء التلاميذ، وهم يرسلون أبناءهم إلى الدراسة في ظروف جد خطيرة-.