يطالب أولياء التلاميذ على مستوى الأحياء المعزولة ببلدية هراوة - شرق العاصمة - بتدخل السلطات الولائية والجهات المعنية لحل معاناة أبنائهم مع رحلة الدراسة، التي تمتد لمسافات طويلة جدا عن مقر سكناهم، خاصة في الطور الابتدائي، بالموازاة مع ندرة النقل المدرسي الذي لا يغطي الاحتياجات الفعلية لتقريب هؤلاء المتمدرسين من الابتدائيات المجاورة، في ظل عجز السلطات المحلية عن ايجاد حل لهذا الإشكال الذي يبقى مرهونا بتجسيد مجمعات مدرسية في هذه الأحياء التي تصطدم بدورها بأزمة العقار الذي تعاني منه البلدية. وقد رافقت »المساء« بعض التلاميذ في رحلتهم الدراسية أياما بعد الدخول المدرسي، الذي تزامن مع العديد من التقلبات الجوية من أمطار غزيرة وحرارة شديدة مع ما صاحبها من تحول الطرقات والمسالك تارة إلى برك وأوحال و تارة أخرى الى غبار، حيث يضطر أطفال حيي برايدية وأولاد معمر الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة للتوجه إلى الابتدائيات الأقرب من سكناتهم إلى قطع مسافة تفوق الكيلومترين سيرا على الأقدام في رحلة الذهاب فقط، ناهيك عن فترات الدراسة التي يجبر التلاميذ بموجبها على قطع أكثر من 8 كيلومترات يوميا وفي أحسن الأحوال تصل الى 4 كيلومترات في حال الظفر بمقعد في النقل المدرسي الذي لا يتعدى 3 حافلات من الحجم الصغير تغطي هذه الأحياء، بالإضافة الى حي العربي وتجمعات سكانية معزولة بعين الكحلة، وهي مناطق متفرقة عبر انحاء البلدية، حيث يتم ضمان رحلة الذهاب صباحا والعودة مساء دون الفترات الأخرى التي يصعب التحكم فيها أمام العدد الهائل من تلاميذ الاحياء المعزولة، وهو ما يضطرهم أحيانا الى الاستعانة بالنقل العمومي سواء بمقابل او مجانا وهو ما لا يتاح في أغلب الأوقات نتيجة لعدم تحمل اسرهم نفقات اضافية من جهة وتشبع الحافلات بالمسافرين من جهة أخرى في ظل تذبذب النقل ببلدية هراوة. وما يزيد من معاناة هؤلاء حسب بعض أولياء التلاميذ، قطع هذه المسافات وسط مساحات زراعية نائية غير مأهولة بالسكان، وهو ما يجعلهم عرضة لأخطار عديدة كالحيوانات المتشردة، الاعتداءات والسرقات التي تترصدهم في كل مكان، بالإضافة الى صعوبة السير في طرقات غير مهيأة، خاصة واننا على أبواب الشتاء، بالموازاة مع خشيتهم من حوادث المرور في بعض المواقع، وهو ما يدفع ببعض الأولياء الى مرافقة أبنائهم متى ما سنحت الفرصة، وهي الوضعية التي تزداد سوءا في كل سنة دراسية أمام تشبع الابتدائيات المتوفرة عبر اقليم البلدية، والتي تنشط بمعدل 45 تلميذا في كل قسم رغم استلام 6 أقسام دراسية بمدرسة ديدوش مراد وسط المدينة تزامنا مع الدخول المدرسي، لتزداد معاناة هؤلاء التلاميذ تعقيدا في ظل غياب مؤسسات تربوية بكل من أحياء برايدية، العربي، أولاد معمر وأطراف عين الكحلة، وهي الوضعية التي أرهقت الأولياء والتلاميذ، خاصة مع صعوبة تسجيل الجدد منهم بأقرب مدرسة من الحي او حتى بضمان تنقل بناتهم عبر حافلات النقل المدرسي وهو المشكل الذي يمتد الى الطور المتوسط. في حين يعد انعدام التمدرس في الطور الثانوي قاعدة عامة في بلدية هراوة أمام غياب ثانوية واحدة على الاقل، رغم ان الفكرة مطروحة منذ سنوات، لتمتد معاناة هؤلاء بالتنقل الى البلديات المجاورة كعين طاية، الرويبة والرغاية، علاوة على إثقال كاهل اوليائهم بمصاريف اضافية هم كذلك. ومثلما تطرقت إليه »المساء« في عدد سابق، يبقى انجاز مجمعات مدرسية تضم 24 قسما موزعة بكل من هذه الأحياء الاربعة هو الحل المتاح لإنهاء الإشكال، رغم ان تعطل إنجازها يمتد لأكثر من 4 سنوات، حسب مصادر مطلعة، يعود بالأساس الى انعدام الوعاء العقاري لتجسيدها، وهو ما يستدعي تدخل الجهات المعنية لحل هذا الإشكال في قطاع حساس يكوّنا جيل المستقبل ويخفف من متاعب المواطن ببلدية هراوة.