يقوم رئيس الفدرالية الروسية السيد دميتري مدفديف اليوم بزيارة رسمية إلى الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حسبما أفاد به أمس بيان لرئاسة الجمهورية. وتندرج هذه الزيارة في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين اللذين يربطهما تصريح الشراكة الإستراتيجية الموقع بموسكو في أفريل 2001 ''ستسمح لرئيسي البلدين ببحث التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر حول قضايا الساعة الإقليمية والدولية''. كما تم الإعلان أنه من المقرر أيضا خلال هذه الزيارة التوقيع على اتفاقات ثنائية تخص مجالات مختلفة. وسيرافق الرئيس مدفديف وفد هام يتكون من أعضاء من الحكومة ومسؤولين سامين من الفدرالية الروسية ومن رجال أعمال سيشاركون في المنتدى الاقتصادي الجزائري الروسي وفي معرض للمنتوجات الروسية سيتم تنظيمهما على هامش هذه الزيارة. ومن شأن هذه الزيارة أن تحقق نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين التي تضرب بأعماقها في جذور التاريخ بداية من ثورة التحرير التي لقيت دعما ومساندة من هذا البلد الصديق، وصولا إلى ما تحقق خلال الأزمنة الماضية من تعاون وشراكة وتشاور سياسي في المحافل الدولية. وتتطلع الجزائر إلى بناء علاقات اقتصادية استراتيجية مع روسيا على المدى البعيد، بالنظر إلى مزايا الاستثمار في الجزائر وأهمية الموقع الجغرافي المميز على المستويين الإفريقي والعربي وكذا في الفضاء المتوسطي. وفي هذا السياق سبق لسفير الجزائربموسكو السيد إسماعيل شرقي أن ذكر بأن الجانبين الجزائري والروسي تعرفا على بعضهما سابقا، من خلال عمل الخبراء الروس بالجزائر والطلبة الجزائريين الذين درسوا في الجامعات الروسية.وأكد مؤخرا للمتعاملين الروس بأن السوق الجزائرية سوق واعدة، وأن الاقتصاد الجزائري لم يتضرر من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية بشكل مباشر. مبرزا في نفس الصدد أهمية المشاريع التنموية الضخمة التي باشرتها الجزائر منذ عام ,2000 ومنها المشروع الخماسي الجديد للتنمية الذي انطلق العام الجاري بتكلفة تقدر ب286 مليار دولار. وأشار في هذا الإطار إلى الفرص الثمينة المتاحة أمام الشركات الروسية للمساهمة في هذا البرنامج التنموي، لا سيما في ظل امتلاكها للخبرة والتقنيات الكافية للمشاركة في مشاريع السكك الحديدية والبناء والنقل والاتصالات، موضحا بأن القانون في الجزائر يسمح بقيام شركات مشتركة، تحصل على أفضليات بنسبة 25 بالمائة لدى إجراء المناقصة. وللإشارة فإن 45 مؤسسة روسية تشارك في أول معرض للمنتجات والخدمات الروسية، الذي سيتم تنظيمه بالموازاة مع أول منتدى لرجال أعمال البلدين بفندق ''هيلتون'' بالعاصمة خلال هذه الزيارة، حيث يراهن البلدان بشكل كبير على هاتين التظاهرتين لإعطاء نفس جديد للتعاون الاقتصادي وترقية الشراكة بين المؤسسات إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي تجمعهما.وفي هذا الإطار كان سفير روسيا في الجزائر السيد ألكسندر إيغوروف قد أبرز خلال ندوة صحفية عقدها مؤخرا بفندق هيلتون بالعاصمة، أهمية هذين الحدثين الاقتصاديين، في مسار تكثيف التعاون الاقتصادي الجزائري الروسي، وترقية المصالح المشتركة للبلدين والسمو بمبادلاتهما التجارية إلى مستوى العلاقات السياسية المميزة التي تربطهما منذ سنوات الستينيات. مشيرا إلى أن تنظيم هاتين التظاهرتين، يأتي كنتيجة للحركية المكثفة التي عرفتها العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة، بداية بزيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى موسكو في ,2001 حيث تقرر وضع أسس شراكة جديدة بين البلدين، ثم ما تلاها من زيارة رئيس روسيا الاتحادية السابق السيد فلاديمير بوتين إلى الجزائر، وكذا الزيارة المتجددة للرئيس بوتفليقة إلى روسيا في .2008 وحسب السيد أولاديسلاف لوتشينكو مسؤول معرض المنتجات الروسية بالجزائر، فإن هذه التظاهرة ستشهد مشاركة 45 مؤسسة تمثل نحو 20 مقاطعة من روسيا الاتحادية، منها 15 مؤسسة كبيرة مختصة في مجال البناء، بينما تخص المؤسسات الأخرى في العديد من المجالات، البتروكيماويات، الأشغال العمومية والطاقة.وأعرب المتحدث بالمناسبة عن الاهتمام الكبير الذي توليه هذه المؤسسات للسوق الجزائرية، وسعيها إلى إيجاد شريك لها بالجزائر، داعيا بالمناسبة المؤسسات الجزائرية العمومية والخاصة إلى اغتنام فرصة المعرض للتعرف أكثر على نظيراتها الروسية والبحث عن إمكانية إقامة علاقات شراكة بينهما.