لا شك أن المتنقل عبر شارع جيش التحرير، سواء مغادرا وسط العاصمة أو قادما نحوها، يلاحظ المشكل الكبير الذي تسببت فيه أشغال الترامواي الجارية على مستوى عدة نقاط، على غرار محور الخروبة والديار الخمس، الذي أصبح التنقل عبره لا يطاق، وكذلك الحال بالنسبة لمحاور باب الزوار، الحراش وحسين داي، خاصة مع تساقط أولى الأمطار التي زادت من معاناة المواطنين في أغلبية الطرق. وقد تحولت طوابير السيارات والحافلات وهي متراصة أمام بعضها البعض لفترة تصل أحيانا إلى قرابة الساعة على غرار خط المحمدية - حي ''لاقلاسيار'' بحسين داي، إلى هاجس يومي حقيقي، ينتظر المسافرون زواله بفارغ الصبر، خاصة أن ذلك تسبب في تأخرهم عن مواقيت العمل والدراسة وأدخلهم في دوامة لم يجدوا لها حلا بعد، في غياب البديل. وقد أدى ذلك إلى حدوث مناوشات بين الناقلين والمسافرين في بعض الأحيان نتيجة الضغط الذي يعيشه الطرفان، فالبعض يغادر حافلات النقل وسط الطريق السريع عندما تختنق الأمور على مستوى بعض النقاط السوداء، محاولة منهم لربح بعض الوقت واختصار الطريق، رغم المخاطر التي قد تنجم على ذلك. وقد عبر مستعملو المحاور المذكورة ل''المساء''، عن تذمرهم من هذه الوضعية التي سببت لهم متاعب كثيرة، حيث يقطع البعض المسافة من المحمدية مثلاً إلى ''لاقلاسيار'' في أزيد من نصف ساعة عبر الحافلة بدلا من ثلاث دقائق، وذلك بسبب ضيق الطريق والحفر التي مسته بسبب ورشة أشغال الترامواي التي تسير ببطء، مما حال دون إنهائها في وقتها المحدد وأطال من جهة أخرى المعاناة التي ستستمر بدون شك مع استمرار تساقط الأمطار. وما زاد الطين بلة هو اختناق حركة المرور الى درجة لا تطاق، والتي تمتد أحيانا إلى غاية وسط العاصمة، وهي صورة تتكرر ذهابا وإيابا خاصة خلال اليومين الأخيرين، حيث أصبح الطريق المؤدي من ''لاقلاسيار'' إلى الحراش جد ضيق، بينما تم تغيير المسلك المؤدي من باش جراح والحراش نحو شارع جيش التحرير وتحويله إلى مسلك آخر، مما أحدث فوضى عارمة في حركة المرور بهذا المحور وغيره من المحاور. وما يبعث على القلق والتساؤل أكثر هو تغيير مواقف الحافلات دون وضع مواقف بديلة، مما جعل المواطنين يقطعون الطريق بصفة عشوائية وسط فوضى عارمة معرضين أنفسهم للخطر، بسبب ضيق المساحة التي خصصت لحركة السيارات والراجلين بعد اقتطاع المساحة المخصصة للتراموي في عدد من المقاطع. وبالرغم من أن هذا المشروع يعتبر من المشاريع الهامة في مجال النقل، إلا انه تسبب في تعقد حركة المرور ورفع نسب التعطل والازدحام، وذلك بسبب بطء الأشغال التي زادت من متاعب الناقلين، خاصة مع الدخول الاجتماعي الذي زادت فيه نسبة التدفق على العاصمة، إذ كان من المفروض تسريع وتيرة الأشغال واستغلال فرصة العطل لإتمامها، خاصة على مستوى بعض المحاور، بدلاً من فتح عدة ورشات في وقت عاد فيه العمال إلى عملهم والتلاميذ والطلبة إلى مقاعد الدراسة في وضع جد صعب.