بعد يومين من الدخول المدرسي والاجتماعي عادت مظاهر الزحمة والاختناق من جديد إلى الطرق بالعاصمة وضواحيها، فقد شهدت معظم المسالك والشوارع الرئيسية طوابير لا منتهية من المركبات، مما أزال تلك السيولة المرورية التي طبعت العاصمة خلال أيام أحس فيها مستعملو الطريق بنوع من الراحة جراء خروج عدد هائل من العمال في عطلة تزامنت مع شهر رمضان المعظم، تلتها مناسبة عيد الفطر التي غادر فيها آلاف المواطنين نحو ولاياتهم لقضاء المناسبة بين أحضان الأهل. لم تدم فرحة العاصميين بزوال الزحمة إلا قليلاً، ''لتعود بعدها حليمة إلى عادتها القديمة'' فمنبهات السيارات ودخان العوادم كانت حاضرة أمس ونرفزة السائقين كانت بادية على الأوجه، ولم يتغير مخطط حركة المرور هذه السنة شيء إلا تلك الأشغال الكبرى التي مسّت بعض المسالك الكبرى بالعاصمة، وزادت من تعقيد حركة التنقل، ومنها طريق جيش التحرير المزدوج الذي تم تضييقه بسبب ورشة أشغال الترامواي في جزئه الرابط بين ميدان سباق الخيل بالخروبة، ويمتد جنوباً نحو قلب مدينة الحراش من جهة، وشرقاً نحو حي ''الديار الخمس ببلدية المحمدية، فقد صار المرور به صعباً منذ عدة أشهر، مما جعل العديد من السائقين ''يلوذون بالفرار'' نحو الطريق السريع. الورشات الكبرى تبقي على الزحمة إلى جانب ذلك يبقى شارع طرابلس الكبير وحيدَ الاتجاه ومزدحماً، من نفق حسين داي إلى ''ديار الجماعة'' أو ''لاقلاسيار''، جراء نفس الأشغال، وعلى الرغم من إمكانية تخفيف نفق باب الزوار من الحركة المرورية، إلا أن المشكل يبقى على مستوى المحمدية التي لم تنتهِ به بعد أشغال الترامواي. وبالتالي، فإن المشكل سيبقى قائماً لا سيما في وقتي الذروة صباحاً ومساءً، وحسب المستعملين لطرق العاصمة، فإن الطريق السريع المحاذي للساحل المار نحو شرق العاصمة، سيبقى يشهد المزيد من التدفق، من طرف مستعمليه، بالنظر إلى عدم استكمال المشاريع داخل المدن كحسين داي، الحراش، المحمدية، باب الزوار وبرج الكيفان، هذه الأخيرة التي تعقدت بها حركة المرور انطلاقاً من حي قهوة الشرقي إلى غاية المكان المسمى ''النخلات'' على طول أزيد من 2 كلم يقطعها المستعمل في مدة تقارب ساعة من الزمن. وبجنوب العاصمة عادت الزحمة أيضاً إلى الطريق السريع المؤدي إلى مطار هواري بومدين، في عدة نقاط سوداء لا تزال تشل حركة المرور، ومثال ذلك ما يتشكل من طوابير بالجزء الواقع ب ''لاكوت'' ببلدية بئر مراد رايس وتمتد من داخل المدينة إلى غاية بئر الخادم، مما جعل العديد من المستعملين القادمين من البليدة يتخذون الطريق الاجتنابي لدخول العاصمة من نفق واد أوشايح أو طريق قاريدي - العناصر، كما أن مدينة الكاليتوس التي تعد المدخل الجنوبي للعاصمة لم تتخلص من كثافة الحركة والتدفق اليومي للمركبات، فرغم إنجاز الطريق المزدوج في كلا الاتجاهين، إلا أن المشكل لم يحل، وحسب الملاحظين، فإن هذه المدينة لن تخف بها الزحمة إلا بواسطة إنجاز طريق اجتنابي خارج التجمعات السكانية. أما مسالك غرب العاصمة فلم تسلم هي الأخرى من مظاهر الاختناق، فقد لاحظنا أن الطوابير لا تختفي من الطريق السريع انطلاقاً من حي مالكي وكلية العلوم السياسية ومروراً نحو مفترق الطرق بعين الله التابعة لدالي ابراهيم، في انتظار أن ينتهي مشروع الطريق الالتفافي بجنوب العاصمة الذي يربط زرالدة ببودواو مروراً بعدة بلديات كالكاليتوس، براقي، الدويرة، بابا احسن السويدانية والمعالمة.