منحت الحكومة البرازيلية أمس صكا ماليا بقيمة 300 ألف دولار كمساعدة رمزية لفائدة اللاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف في التفاتة هي الأولى من نوعها من قبل البرازيل باتجاه شعب الصحراء الغربية.وسلم الصك السفير البرازيلي بالجزائر هنريكي ساردينها إلى ممثل برنامج الأغذية العالمي أسامة عثمان بحضور ممثل الأممالمتحدة بالجزائر مامادو مباي وممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عبد الكريم غول إضافة إلى رئيس الهلال الأحمر الصحراوي يحيى بوحبيني. وأعلن ممثل برنامج الأغذية العالمي أن المساعدة المالية موجهة لشراء السكر حيث تم وصول الكمية المطلوبة إلى ميناء وهران في الثالث من الشهر الجاري ومن المقرر تفريغ الحمولة لنقلها الى مخيمات تندوف بعد غد الأربعاء. واعتبر بأن قيمة المساعدة المالية التي قدمها البرازيل لا تكمن في المبلغ في حد ذاته وإنما تكمن في أنها رد سريع ومباشر على نداء البرنامج بعد نفاذ مخزون السكر. وفي هذا السياق أعلن أسامة عثمان انه تم رفع قيمة المبلغ المالي المخصص لسد حاجيات اللاجئين الصحراويين من 32 مليون دولار إلى 36 مليون دولار من أجل ضمان احتياجات الشهرين الأخيرين من العام المقبل. وقال إنه في الوقت الراهن يتوفر مبلغ 16 مليون دولار الذي يمثل نسبة 44 بالمئة من المبلغ الإجمالي مما يسمح بتلبية حاجيات هؤلاء اللاجئين إلى غاية نهاية السنة الجارية. وأضاف انه يبقى الحصول على 56 بالمئة من المبلغ الإجمالي من أجل تغطية حاجياتهم طيلة العام القادم. من جانبه قال السفير البرازيلي هنريكي ساردينها أن البرازيل قررت منح هذه المساعدة الرمزية بعدما اطلعت عن قرب على الوضعية المأساوية التي يتخبط فيها اللاجئون الصحراويون في المخيمات من جهة ومن جهة ثانية لاقتناعها بالعمل مع المنظمات الأممية التي تنشط في مخيمات اللاجئين والتي تعتمد في أداء مهامها على الفعالية والشفافية بحيث يتم إيصال المساعدات إلى مستحقيها. في سياق آخر اتهمت عدة شخصيات دولية خلال مداخلاتهم أمام اللجنة الأممية الرابعة المكلفة بالمسائل السياسية الخاصة وتصفية الاستعمار المغرب بمواصلة انتهاكاته لحقوق الإنسان ضد المواطنين الصحراويين في المدن المحتلة. وأدانت هذه الشخصيات في عريضة الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية وانتهاكات حقوق الإنسان ورد قوات الاحتلال المغربية على الانتفاضة السلمية الصحراوية بالقمع الوحشي لشعب يطالب بتنظيم استفتاء يمكنه من تقرير مصيره. وطالبت بضرورة وضع آلية تتولى مهمة حماية ومراقبة حقوق الإنسان في المناطق المحتلة. وكان من بين المتدخلين ميغال كاسترو مورينو ممثل الجمعيات الاسبانية المتضامنة مع الصحراء الغربية الذي تطرق إلى وضعية الصحراويين ''الذين يتعرضون في ظل النظام المغربي الذي يمس بحرية تعبيرهم والحركة والاعتقالات التعسفية والتمييز''. وأشار إلى الدور الذي ينبغي أن تلعبه بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء لتقرير المصير بالصحراء الغربية ''المينورسو'' في حماية حقوق الإنسان. كما اتهم فرنسا ب''تأييدها اللا مشروط'' للمغرب كما يبينه الموقف الذي اتخذته شهر أفريل الماضي في مجلس الأمن الدولي بخصوص رفضها توسيع مهام ''المينورسو'' لتشمل حماية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية. وندد المتدخلون أيضا بالاستغلال غير الشرعي للثروات الطبيعية الصحراوية متهمين بشكل خاص الاتحاد الاوروبي الذي قام ب''دعم من قطاع الصيد الإسباني وفرنسا التي تمارس سياسة تفضيلية لصالح المغرب بالتخلي عن احترام مبادئ قانونية أساسية لصالح سياسة منفعة وحشية بتوقيعه مع المغرب على اتفاقات صيد تدرج ضمنيا المياه الإقليمية للصحراء الغربية''.