أخيرا تحرك برنامج الأغذية العالمي لمساعدة اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف بعد أن أصبحت وضعيتهم الإنسانية تهدد بوقوع كارثة انسانية حقيقية قد يتعرض لها اكثر من 160 ألف لاجئ بسبب المجاعة التي اصبحت تتهددهم·وأعلنت الهيئة الأممية في بيان لها أمس، عن التزامها بتقديم مساعدة غذائية بقيمة 32.5 مليون دولار لسد احتياجات اللاجئين الصحراويين من المواد الغذائية الأساسية لمدة ستة أشهر· وجاء هذا الالتزام في إطار توقيع رسالة تفاهم بين الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية مجيد بوقرة وممثل برنامج الغذاء العالمي بالجزائر ريتشارد هايس دالريمبل جي أر أمس، بالجزائر العاصمة، بحضور مساعد المحافظ السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة كرينغ جونستون الذي حل بالجزائر منذ أول أمس· وقال بيان لوزارة الخارجية، أن رسالة التفاهم الموقعة تعد الرابعة من نوعها لتغطية الاحتياجات الأساسية للاجئين الأكثر عوزا·وكانت منظمات حقوقية دولية دقت أول أمس، ناقوس الخطر، من إمكانية حدوث كارثة إنسانية حقيقية في أوساط اللاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف بعد نفاذ المخزون الغذائي لشهر أفريل الجاري· ووجه الهلال الأحمر الصحراوي نداءا عاجلا للدول المناحة وبرنامج الأغذية العالمي للإسراع في تقديم مساعدات عاجلة لأكثر من 158 الأكثر عوزا ومعظمهم من النساء والأطفال والشيوخ· ومن جهة أخرى أعربت منظمة العفو الدولية (امنيستي) عن قلقها إزاء الأحكام الجائرة التي ما فتئت العدالة المغربية تصدرها في حق سجناء الرأي الصحراويين في محاولة لإسكات صوت الانتفاضة السلمية المتمسكة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· وأصدرت المنظمة الحقوقية العالمية بيانا أمس، عبّرت من خلاله عن قلقها من القرار الذي أصدرته محكمة الاستئناف المغربية نهاية الأسبوع الماضي ضد الطالب الصحراوي سعيد البيلال التي أبقت على عقوبة سجنه رغم النداءات المحلة لإطلاق سراحه وعلاجه على إثر التدهور الخطير في حالته الصحية· وذكرت المنظمة في بيانها أن محكمة الاستئناف المغربية خفضت عقوبة السجن ضد الطالب والناشط الحقوقي الصحراوي في 27 مارس 2008 من ثمانية أشهر إلى أربعة أشهر في الوقت الذي كان من المفترض أن يطلق سراحه لأنه لم يقم بأي عمل خارج عن القانون يبقيه في السجن· وكان الطالب سعيد البيلال البالغ من العمر 30 سنة اعتقل بعد مشاركته في إعتصامات سلمية نظمها طلبة صحراويون في 17 ماي الماضي بجامعة الرباط للتعبير عن تضامنهم مع زملائهم الذين اعتقلوا بعد مظاهرات نظموها للمطالبة بحق تقرير المصير في الصحراء الغربية·واتهم البيلال بارتكاب جريمة التمرد بمشاركة أكثر من شخصين ضد ممثلي السلطات المغربية العامة سببت أضرار مادية لمرافق عمومية· ودخل الطالب الصحراوي في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقاله منذ 20 فيفري إلى غاية 30 مارس الماضيين انعكس سلبا على وضعيته الصحية التي تدهورت بشكل خطير·ولم يكن الطالب سعيد البيلال الوحيد الذي تعرض للاعتقال والضرب أثناء استجوابه فقد كان من بين عشرات الطلبة الذين تعرضوا إلى نفس المعاملة الوحشية من قبل أجهزة القمع المغربية· وأكد بيان منظمة العفو الدولية، أنه وفي حدود علمها لم يجر أي تحقيق مغربي في شكاوى الطلبة الصحراويين التي رفعوها بعد أن تعرضوا لشتى أنواع التعذيب وسوء المعاملة أثناء مدة احتجازهم· وأضافت أن القضاء المغربي اعتمد في إصدار قراراته على شهادة شخص مغربي إدعى أنه تعرض لهجوم بالقرب من مكان اعتصام الطلبة الصحراويين ولم يكن قادرا على التعرف على من هاجموه وذلك ليلة تنظيم الاعتصام·وهو ما جعلها تشكك في الشهادات المعتمدة من قبل القضاء المغربي لمحاكمة المواطنين الصحراويين· وجددت امنيستي شعورها بالقلق لكون الطلبة المعتقلين استهدفوا بسب أنشطتهم في مجال حقوق الإنسان وممارساتهم السلمية لحقهم في حرية التعبير· وقالت أن محاكمة سجناء الرأي الصحراويين كثيرا ما أخفقت في الوفاء بالمعايير الدولية للمحاكمة العادلة· ورغم الانتقادات الشديدة التي ما فتئت المنظمات الحقوقية الدولية توجهها للحكومة المغربية بخصوص تعاملها مع المواطنين الصحراويين سواء في المدن المحتلة او داخل المعتقلات، إلاّ أن السلطات المغربية لم تكترث أبدا لهذه الانتقادات وعلى عكس ذلك كثفت في الفترة التي سبقت عقد الجولة الرابعة من مفاوضات منهاست من حملتها القمعية ضد المدنيين الصحراويين· كما أنها لم تستجب لمطالب سجناء الرأي الصحراويين الذين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام الشهر الماضي احتجاجا على ظروف اعتقالهم التي لا تتماشى مع وضعيتهم كمعتقلين سياسيين يدافعون عن قضية عادلة·