شوقف فيلم »النخيل الجريح« عند قضية قراءة التاريخ وتسجيله ونقله كما حدث للأجيال الصاعدة حتى تتمكن من عيش مستقبلها في جو صحي بعيد عن أية مغالطات.الفيلم ورغم جرأة الطرح لكنه بدا عاديا من حيث الطرح الفني والجماليات السينمائية. احتضنت قاعة »الموقار« أول أمس العرض الأول لفيلم »النخيل الجريح« وعلى مدى أكثر من ساعة و45 دقيقة، عاش المتفرج قصة البطلة »شامة« التي راحت تفتش في دفتر التاريخ لتكتشف خلفيات مقتل والدها سنة 1961 بمنطقة بنزرتبتونس. مغامرة شامة بدأت سنة 1991 أي تزامنا مع اندلاع حرب الخليج الأولى، حينها عهد إليها الباحث الهاشمي عباس رقن مخطوط خاص بحرب بنزرت لكن البطلة لا تكتفي بذلك، بل تغوص في الاحداث وتتصل بمن عاشوها وصنعوها وكانوا رفاقا لوالدها الذي مات وهي رضيعة حيث كان عاملا نقابيا بسيطا في السكة الحديدية، وأحد آلاف المتطوعين الذين ماتوا في هذه الحرب ولم يذكرهم التاريخ. العجيب أن ما اكتشفته شامة من خلال اتصالها بمن بقوا احياء هو مغاير تماما لما جاء في مخطوط الباحث الهاشمي عباس مما يفسر مدى التزوير الحاصل في كتابة التاريخ ونسب المجد لمن لا يستحقه، وكانت البطلة تعبر عن حسرتها لدليلها في البحث »خليل« (وهو أحد أبناء صديق والدها). في هذه الأثناء تنسج علاقة إنسانية جميلة بين شامة ونور الدين وهو موسيقى جزائري مقيم بتونس وتحاول معه تغيير هذا الزيف قدر الممكن. طوال العرض لم يتنوع ريتم الفيلم مما ولد نوعا من الرتابة بمعنى أن لغة التصوير والحوار لم تتجاوز الأحداث. للإشارة فقد تم الاعتماد على الصورة المكبرة (الإطار) خاصة مع أبطال الفيلم مما يعطيهم مساحة أكثر للظهور. مباشرة بعد العرض التقت »المساء« مخرج الفيلم التونسي عبد اللطيف بن عمار الذي تحدث عن أهمية التاريخ في السينما وعن وجوب عرض الحقيقة التاريخية مهما كانت لإيصالها للأجيال فمستقبلهم لا يعني شيئا دون تاريخ، كما أشار عمار الى واجب رجال السينا تجاه هذه القضية إذ عليهم ان يكونوا واعين -خاصة العرب منهم- ليختاروا مواضيع أفلامهم. للتذكير فإن بن عمار سبق له وأن أخرج بعض الأفلام المشتركة بين تونس والجزائر منها »عزيزة« سنة 1980 و»نغم الناعورة« سنة 2000 وهو من مواليد سنة 1943 بتونس ومتخرج من معهد السينما بباريس. الفيلم من بطولة ليلى واعز، ناجي نجاح، حسان كشاشي، وريم تاكوشت، عايدة كشود، توفيق الباهي، والعربي زكال وكذا دليلة مفتاحي وغيرهم، وهو من انتاج نادية شرابي وعبد العزيز بن ملوكة بتمويل »بروكوم انترناشيونال«.