عاش جمهور تونس بالمسرح الروماني بقرطاج مع العرض الأول لفيلم "النخيل الجريح"، الذي هو ثمرة إنتاج مشترك تونسي جزائري، وأعطى بذلك إشارة انطلاق الطبعة 46 لمهرجان قرطاج الدولي الذي سيشمل تنظيم 39 سهرة فنية على امتداد أكثر من عشرة أيام ينشطها مطربون عرب وأجانب على غرار ماجدة الرومي، كاظم الساهر... تبدأ قصة "النخيل الجريح" الذي أخرجه عبد اللطيف بن عمار، وهو مخرج تونسي، في 20 ديسمبر 1990 بلقاء يجمع شامة (قام بدورها التونسية ليلى عواز) والهاشمي عباس (قام بدوره التونسي ناجي نجاح)، على أساس أن شامة طالبة جامعية، والهاشمي عباس أحد الذين شاركوا في حرب بنزرت سنة 1961، فيعرض عباس على شامة أن تقوم برقن مذكراته حول الحرب وهنا تبدأ الأحداث، في التسلسل الدرامي لهذا الفيلم تكتشف بطلة الفيلم أنّ عباس صديق والدها الشهيد في حرب بنزرت، وأنه لا يكتب الحقيقة كاملة، من هنا تبدأ رحلة شامة في البحث عن الحقيقة التي لم يقلها عباس، لكن الذي يحدث أن صاحب المذكرات بمجرد أن يشعر بذلك يطلب من شامة إعادة مذكراته في عملية لمواصلة التعتيم على الحقيقة، لينتهي المطاف بشامة وهي تواجهه بالصور التي حصلت عليها بعد عملية بحث مضنية ويظهر بها والدها وعباس جنبا إلى جنب. والفكرة التي يطرحها هذا الفيلم هي، هل تستطيع الأجيال العربية المقبلة العيش بدون ذاكرة أو تاريخ، كما يعرّج على قضية: هل نكتفي بالتاريخ من مصدر واحد أو نحاول التنقيب فيه، إضافة إلى العديد من الأفكار الأخرى التي تصبّ كلها في نهر كتابة التاريخ وضرورة هذه الخطوة للأجيال اللاحقة.