حل السيد كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة للصحراء الغربية أمس بالجزائر في إطار جولة يقوم بها إلى منطقة المغرب العربي، تندرج ضمن جهود الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى تسوية نزاع الصحراء الغربية. وأجرى السيد روس محادثات أولى مع السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية الذي استقبله لدى وصوله مطار هواري بومدين الدولي، ومن المنتظر أن يجري مشاورات مع طرفي النزاع -جبهة البوليزاريو والمغرب- وكذا مع دول الجوار على غرار الجزائر وموريتانيا وذلك تحسبا لسلسلة الاجتماعات غير الرسمية المقبلة المقررة في نوفمبر ,2010 حسبما أشار إليه مكتب الناطق الرسمي للأمين العام الأممي بمناسبة إعلانه عن الزيارة الأسبوع الفارط. وتأتي جولة السيد روس التي تعد الرابعة له إلى المنطقة منذ تعيينه مبعوثا خاصا في جانفي ,2009 في أعقاب دعوة مجلس الأمن الأممي في لائحته الأخيرة (1871) المغرب وجبهة البوليزاريو لمواصلة المفاوضات تحت إشراف الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، دون شروط مسبقة وبحسن النية'' قصد التوصل إلى حل سلمي عادل ودائم يقبله الطرفان ويمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. مع التذكير في هذا الإطار بأن طرفي النزاع المتمثلين في حكومة المغرب وجبهة البوليزاريو عقدا في إطار المفاوضات المباشرة التي باشراها في شهر جوان 2007 تحت إشراف الأممالمتحدة، أربع جولات بمنهاست قرب نيويورك وجولتين غير رسميتين بفيينا ونيويورك دون التوصل إلى تقدم حقيقي وملموس، غير أن الطرفين أكدا في الاجتماع غير الرسمي الأخير الذي جرى في نيويورك في شهر فيفري الفارط، التزامهما بمواصلة المفاوضات متى يتسنى ذلك. كما تتزامن زيارة روس إلى المنطقة مع مصادقة اللجنة الرابعة للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة المكلفة بتصفية الاستعمار بالإجماع خلال الأسبوع المنصرم بنيويورك على لائحة تؤكد حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، سيتم رفعها إلى الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة للمصادقة عليه في ديسمبر المقبل. وتصادف الزيارة أيضا دعوة هيئات ومنظمات دولية السلطات المغربية إلى الإفراج الفوري واللامشروط عن المناضلين الصحراويين لحقوق الإنسان المعتقلين في سجن سلا بالمغرب والذين تم اعتقالهم إثر الزيارة التي قاموا بها لمخيمات اللاجئين الصحراويين. وللإشارة فإن الصحراء الغربية تعد آخر مستعمرة في إفريقيا وتعتبرها منظمة الأممالمتحدة إقليما غير مستقل ذاتيا منذ1966 .