أكد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد الطيب لوح أمس أن الجزائر حاليا في مرحلة توطين التكنولوجيات العصرية في مجال الضمان الاجتماعي، مبرزا استعداد قطاعه لتبادل التجارب مع أنظمة الضمان الاجتماعي في العالم بهدف عصرنتها. وأوضح الوزير خلال مداخلته في افتتاح أشغال الملتقى التقني حول إصلاح الضمان الاجتماعي المنظم من قبل الهيئات الوطنية للضمان الاجتماعي بالتعاون مع الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي بفندق الأوراسي، أن الوصاية ستبقى متمسكة بتطوير التبادلات والتعاون في مجال الضمان الاجتماعي، على غرار المجالات الأخرى مع البلدان الشقيقة والمجاورة لاتحاد المغرب العربي، وقال إن هذا الفضاء حول إصلاحات الضمان الاجتماعي في المغرب العربي سيكون فضاء مثمرا بفضل تبادل التجارب والخبرات بين مهنيي الضمان الاجتماعي، خاصة وأن الأمر متعلق بمؤسسات تنتمي إلى بلدان من نفس المنطقة. وقدم السيد لوح عرضا عن ورشات الإصلاح الكبرى التي شملت المنظومة الوطنية للضمان الاجتماعي، حيث تبين الحصيلة إلى غاية 2010 بأنه تم إعداد أكثر من 4.600.000 بطاقة شفاء لفائدة أكثر من 15 مليون مستفيد على مستوى كافة ولايات الوطن ويتوقع تعميم نظام الشفاء في سنة 2012 الذي سيدعم بمركز للبحث المقرر إنشاؤه السنة المقبلة. كما يتركز برنامج الإصلاح كذلك على الحفاظ على التوازنات المالية للمنظومة الوطنية للضمان الاجتماعي، حيث سمحت نتائج الإصلاح المحققة بتحسين الموارد وكذا ترشيد نفقات الضمان الاجتماعي. وكشف الوزير في هذا السياق أن تطوير الشراكة بين الأطباء والضمان الاجتماعي لترقية نوعية العلاج والوقاية لفائدة المؤمن لهم اجتماعيا وذوي حقوقهم والذي شرع في تطبيقه سنة 2009 سيتم توسيعه في سنة .2013 وبالنسبة للإصلاحات الخاصة بالنظام الوطني للتقاعد، ذكر المتحدث بقرار رئيس الجمهورية المتعلق بإنشاء الصندوق الوطني لاحتياطات التقاعد يمول باقتطاع نسبة 2 بالمائة من منتوج الجباية النفطية السنوية والذي أنشئ خصيصا لتأمين النظام الوطني للتقاعد من التقلبات الاقتصادية ولضمان استمراره لفائدة الأجيال القادمة. وتمحورت أشغال الملتقى حول إصلاحات الضمان الاجتماعي المنتهجة في منطقة إفريقيا الشمالية، لاسيما في مجال التأمين عن المرض والتقاعد وكذا تقديم التجربة الجزائرية في مجال التأمين عن البطالة وجهاز إنشاء المؤسسات المصغرة المسيّر من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، وستعرض كذلك التجربة الجزائرية في مجال التغطية الاجتماعية للبطالة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية بالنسبة لعمال البناء والأشغال العمومية و الري. ويهدف هذا الملتقى التقني إلى إعداد تحليل موضوعي للإصلاحات الأساسية المطبقة من طرف الهيئات العضوة في الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي التابعة لمنطقة إفريقيا الشمالية مع تثمين الإجراءات الناجحة. وسيسمح هذا الملتقى بتشكيل فضاء جهوي لتبادل التجارب والخبرات في مجال الضمان الاجتماعي من خلال جلسات عامة وموائد مستديرة. كما سيسمح هذا الحدث للجزائر بإبراز منظومتها للضمان الاجتماعي التي تعتبر إحدى المنظومات الأكثر تطورا على الصعيد الدولي، الى جانب تقديم البرنامج الوطني للإصلاحات ومميزاته الرائدة لا سيما من خلال إدخال البطاقة الالكترونية للضمان الاجتماعي (الشفاء). تجدر الإشارة إلى أن الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي تعتبر الإصلاحات في مجال الضمان الاجتماعي حتمية بالنظر إلى التحديات العديدة التي ينبغي أن تواجهها كل الدول، لا سيما مع ارتفاع نفقات الضمان الاجتماعي وظاهرة التقدم في السن للسكان وتحديات العولمة.