اقتراح حقن جديدة لمعالجة داء القدم السكرية دعا الأستاذ محمد بوعياد، مختص في جراحة الشرايين والأوعية، أول أمس بالجزائر العاصمة، إلى ضرورة إنشاء فريق طبي متعدد الاختصاصات للتكفل برجل المصاب بداء السكري، خاصة أن 50 بالمائة من المصابين يتعرضون إلى بتر الرجلين خلال 5 سنوات التي تلي اكتشاف المرض• وفي تدخل للأستاذ بوعياد خلال اليوم الدراسي الأول حول الوقاية والتكفل برجل المصاب بداء السكري المنظم من طرف مخابر "لاد فارما" بفندق الأروية الذهبية أكد على ضرورة توافر جهود كل المختصين لمكافحة هذا المرض الذي استفحل ببلادنا، مقترحا في ذات السياق تكوين فريق طبي يشمل مختص في داء السكري والطب الباطني وجراحة الأوعية وطب العظام وكذا الأرجل، للتكفل بإصابة رجل المريض التي أصبحت تشكل عبء ثقيلا على الصحة العمومية• ووصف الأستاذ بوعياد إصابة قدم مريض السكري ب"المعقدة جدا"، حيث تؤدي إلى البتر عند 50 بالمائة من المصابين بداء السكري، نصفهم يتعرض إلى بتر الرجلين معا خلال 5 سنوات، وترتفع نسبة الخطورة وتعقيدات المرض ب17 مرة عند شريحة المصابين بداء السكري أكثر من غيرهم• كما تتسبب هذه التعقيدات في الإصابة بتقرحات الأرجل عند 15 بالمائة من المصابين، وفي الوفاة عند 50 بالمائة، من بينهم خلال خمس سنوات بعد الإصابة، مضيفا أن تكفل مصلحة جراحة الأوعية والشرايين برجل المصاب بداء السكري عملية صعبة للغاية، لأن مدة تضميد الجراح تستغرق 7 أشهر كاملة• وفي ذات السياق أوضحت الأستاذة فوزية سكال رئيسة مصلحة داء السكري بالمستشفى الجامعي "لمين دباغين" لباب الوادي أن إحصائيات الاتحادية الدولية لداء السكري تشير إلى أن مصاب واحد يتعرض إلى بتر الأرجل كل 30 دقيقة في العالم، مرجعة ذلك إلى التأخر في المعاينة الطبية وقلة هياكل الاستقبال، وعدم تحديد تدخل كل اختصاص، بالإضافة إلى التطور "الصامت" لداء السكري عند العديد من الأشخاص، حيث يستغرق المرض قبل ظهوره بين 5 إلى 10 سنوات، ويتعرض الرجل المصاب خلال هذه المدة إلى تعفن دون تفطنه لذلك• ومن بين الأعضاء التي تتعرض إلى التدهور عند إصابة الرجل بتقرحات، ذكرت الأستاذة عضلة الساق والشرايين والعظام والمفاصل والدم، بالإضافة إلى مشكلة التعفن وفي معظم الحالات لا يتقبل المريض الذي يتعرض إلى بتر الرجل حالته الاجتماعية، حيث يصاب بالإحباط النفسي، ويصف السلك الطبي هذه النتيجة ب"الفشل التام"• ودعت الأستاذة سكال بالمناسبة إلى التكفل الشامل برجل المريض والتأكد من حالة الاستقلاب والكلى والقلب واضطربات أخرى، وكذا القيام بتقييم عام للأعصاب والشرايين والعظام ودرجة الإصابة وتعقيداتها، مؤكدة على ضرورة تظافر وتنسيق الجهود بين الأطباء العامين الأخصائيين، وتقييم البرتوكولات العلمية واختيار أحسن علاج والتعاون مع جمعيات المرضى وتسخير الوسائل المادية والبشرية للتكفل برجل المصاب بداء السكري• وقدم بالمناسبة كل من المدير العام لمخابر "لاد فارما"، عبد الكريم جبار، وممثلة المخبر الكوبي المنتج لدواء "هيباربرو- ب" في شكل حقن والموجه إلى علاج رجل المصاب بداء السكري• وأكد المتدخلان أن هذا الدواء أثبت فعاليته، وأدى إلى التخفيض من نسبة بتر الرجل منذ استعماله ببعض المؤسسات الاستشفائية الجزائرية•