تعرف مصلحة الطب الداخلي لمستشفى مصطفى باشا الجامعي ضغطا كبيرا بسبب كثرة المرضى المتوافدين عليها، بالمقابل تعاني العديد من النقائص وقلة الإمكانيات والأجهزة الطبية، بالرغم من وجود مصالح مختصة بكل الأمراض، إلا أن المصلحة تستقبل كل فئات المرضى بمن في ذلك مرضى القلب، وداء السكري والسل. سليمة حمادي تواجدنا بهذا المستشفى أزال الغبار عن العديد من الحقائق، فاستنادا على ما أجمع عليه بعض الأطباء فإن مصلحة الطب الداخلي تعاني نقصا في أجهزة الأشعة، حيث يقتصر العمل على جهاز إشعاع خاص بالعظام وآخر بالجهاز الهضمي والمعدة في حين تملك مصلحة الأشعة المركزية أجهزة "سكانير" ذات تقنية عالية، لم تستخدمها إدارة المستشفى، نظرا لوجود أشغال ترميم بالمصلحة التي تأثرت خلال زلزال 21 ماي 2003، في وقت كانت فيه مصلحة الطب الداخلي في أمسّ الحاجة إليها، حيث يضطر أطباء هذه الأخيرة إلى الاستعانة بالقطاعات الصحية الأخرى حسب ما أكده الأطباء. وفي نفس السياق، كشفت لنا طبيبة عن بعض حالات حدثت بالمستشفى في الأيام القليلة الماضية كأحد الأطفال المصابين بداء السكري استقدم للمصلحة من أجل إجراء عملية استئصال على مستوى الرجل بعد أن رفضت من طرف مركز جراحة الأوعية المتواجد بشوفالي SRNS بحجة أن المعهد مختص في قطع الأوعية والشرايين الذي يتوفر على الأجهزة والإمكانيات اللازمة، مما دفع بأطباء الطب الداخلي إلى إجراء العملية بالقطاع الصحي لبئر طرارية، والمتابعة كانت بمستشفى بن عكنون. وما زاد من حفيظة أطباء مصلحة الطب الداخلي غياب الأمن واستفحال ظاهرة الاعتداء على الأطباء والمرضى، حيث تعرض في الأيام القليلة الماضية أحد المرضى لسرقة هاتفه النقال حسب ما أكده مصدر من المستشفى، وآخر تعرض لسرقة حافظة نقوده بمصلحة أمراض القلب من طرف غرباء يتسللون للمستشفى بدعوى زيارة المرضى. إعتداء آخر وقع لإحدى طبيبات نفس المصلحة حيث تعرضت للضرب والشتم من طرف أشخاص من حيدرة تسللوا للمصلحة بدعوى أنهم مرضى. كل هذه المشاكل دفعت بالأطباء إلى رفع شكاويهم للنقابة، ورغم الاحتجاج الذي قامت به نقابة الأطباء مؤخرا إلا أن الإدارة المعنية لم تستجب بعد لمطالبهم. من جهة أخرى، عبر لنا العديد من المرضى المتواجدين هناك عن استيائهم من إدارة المستشفى وسوء المعاملة من قبل بعض الأطباء، وكذا قلة النظافة وانتشار الروائح الكريهة بمختلف المصالح. وفي اتصالنا بإدارة مستشفى مصطفى باشا، صرحت لنا المكلفة بالإعلام أن مصلحة الطب الداخلي من مهامها استقبال كل أنواع المرضى، وبالتالي فإن الأطباء ملزمون بمتابعة كل الحالات. وأضافت أن الأطباء المساعدين يقومون بمهامهم على أكمل وجه، وبالنسبة للأطباء المقيمين بالمستشفى فيتقاضون رواتبهم على أساس أنهم أطباء بالرغم من أنهم ما زالوا طلبة متخصصين متربصين في مختلف الاختصاصات. وبخصوص أجهزة الأشعة، أكدت لنا المتحدثة أن إدارة المستشفى تعتمد عليها يوميا رغم أشغال الترميم الجارية بذات المصلحة. ونفت محدثتنا ما اشتكى منه الأطباء بخصوص انعدام الأمن حيث أكدت أنه على مستوى كل مصلحة يوجد عون أمن، والاعتداءات التي حدثت مؤخرا تم إيقاف أصحابها، أما عن النظافة فقالت بأن المرضى هم الذين يساهمون في توسيخ المستشفى، لأن المنظفات يقمن بدورهن كل صباح.