تسببت الاضطرابات الجوية الأخيرة في تسجيل 20 حادث مرور أدى إلى وفاة ثمانية أشخاص وإصابة 51 آخرين بجروح خطيرة بسبب تهاطل الأمطار التي تسببت في انزلاق واصطدام المركبات. و ستتواصل الاضطرابات الجوية التي تعرفها معظم مناطق الوطن إلى غاية يوم الخميس مع تسجيل أمطار بالمناطق الساحلية وهبوب رياح معتدلة إلى شديدة واستمرار هيجان البحر. حيث تتواصل هذه الاضطرابات اليوم في المناطق الساحلية وستميز الطقس بغيوم خاصة في مناطق الجنوب مع هبوب رياح معتدلة. أكدت القيادة العامة للدرك الوطني أمس أن معظم هذه الحوادث التي تزامنت مع الاضطرابات الجوية كان سببها العامل البشري وفقدان السيطرة على المركبات، بسبب لجوء بعض السائقين إلى السير بسرعة مفرطة بالرغم من خطورة الوضع كون الطرقات مبللة وهو ما نجم عنه تسجيل انزلاق وانحراف بعض المركبات. كما تسببت هذه الحوادث الخطيرة في خسائر مادية أيضا أدت إلى تحطم 30 مركبة وسيارة. علما أن أخطر حادث تم تسجيله بالطريق الوطني الرابط بين ولايتي بسكرةوالوادي ليلة أول أمس، إثر اصطدام سيارة فقد سائقها السيطرة بشاحنة كانت قادمة في الاتجاه المعاكس، وهو ما تسبب في مقتل خمسة أشخاص -منهم رضيعان- من ركاب المركبتين. من جهة أخرى أكد الديوان الوطني للأرصاد الجوية أن التوقعات الجوية ترتقب تسجيل سحب عابرة تتخللها أمطار خاصة في المناطق الساحلية ابتداء من يوم الثلاثاء وإلى غاية يوم الخميس. أما فيما يخص درجات الحرارة فستتراوح ما بين 18 و22 درجة، بينما ستتراوح ما بين 12 و16 درجة في المناطق الداخلية. مع ارتقاب رياح معتدلة إلى شديدة عموما على أن يتحسن الجو ابتداء من يوم الخميس في هذه المناطق. أما في المناطق الجنوبية فسيتميز الجو بسحب عابرة ودرجات حرارة تتراوح ما بين 18 و26 درجة في شمال الصحراء، بينما ستسجل أعلى درجة حرارة في أقصى الجنوب ب30 درجة وستكون الرياح من ضعيفة إلى معتدلة. وتسببت الأمطار الغزيرة المتهاطلة في اليومين الأخيرين في تراكم المياه وانقطاع الطرقات ببعض المناطق من الوطن، فبولاية البليدة تسببت الكميات المتساقطة في تسرب مياه وادي بن شعبان إلى البيوت السكنية المتواجدة بمحاذاة هذا الوادي. ومست هذه الفيضانات -حسبما أكدته مصالح الحماية المدنية- ما لا يقل عن 60 منزلا غمرته مياه الوادي الذي ارتفع منسوبه بفعل الأمطار الغزيرة . وقد تم ترحيل هذه العائلات التي تضررت منازلها مؤقتا إلى مدرسة بن شعبان لتقديم الإسعافات والبطانيات لها. ودائما فيما يخص الخسائر المادية فتسبب تهاطل الأمطار المسجل أمس بشمال البلاد في انهيار جزئي لبناية عتيقة غير آهلة بالسكان بعنابة مما استدعى العديد من التدخلات لضخ المياه حسب مصالح الحماية المدنية، التي أكدت أن هذه البناية الواقعة بشارع الفداء انهارت جزئيا متسببة في جرح أحد المارين. علما أنه تم تسجيل خمس عمليات لضخ مياه الأمطار التي تسربت إلى داخل مؤسسات تعليمية في بلدية بسباس بالطارف. علاوة عن تسجيل عمليات تدخل في بلدية بن مهيدي، حي الشهداء، حي بن عمار وقرية سيدي قاسي. أما بالجزائر العاصمة فقد تسببت الأمطار الطوفانية في شل حركة المرور إثر تصاعد المياه، مما أدى إلى تدخل مصالح الحماية المدنية لمساعدة مصالح صيانة الطرقات لضخ مياه الأمطار خاصة في الأنفاق الأرضية. وتسببت التقلبات الجوية التي عرفتها ولاية بسكرة خلال ال24 ساعة الأخيرة في إلحاق أضرار بالعديد من الممتلكات وشبكة الكهرباء بالإضافة إلى عرقلة حركة المرور، حيث ألحقت هذه الأمطار خسائر جزئية بالنسيج العمراني، إذ انهارت الجدران وسجلت تشققات عبر عدد من المنازل خاصة تلك المبنية بمواد محلية بحيث تمت معاينة 11 وحدة سكنية متضررة جراء هذه الوضعية المناخية الطارئة. إجلاء العديد من العائلات بالعاصمة أما ببلديات الجزائر العاصمة فقد تسببت الاضطرابات الجوية في صعوبة استعمال الطرقات حسبما أوضح الدرك الوطني في تقييم لوضعية الطرقات. وسجلت فيضانات في الطريق الاجتنابي الغربي الرابط بين مدينتي الجزائر وتيبازة وعلى مستوى محول أولاد فايت- الدويرة ومحول مستشفى زرالدة في نواحي جسر ''دنيا'' ببلدية دالي إبراهيم، وكذا في المكان المسمى ''بافارواز'' ببلدية الشراقة. ولوحظت نفس الوضعية في الطريق الولائي رقم 5 الرابط بين بوشاوي والقرية الفلاحية في نواحي المديرية العامة لنفطال وعلى بعد 100 متر عن ملتقى الطرق كارمة في بلدية الشراقة وعلى مستوى المحول الجديد لنادي الصنوبر ببلدية سطاوالي. من جهة أخرى تم إجلاء العديد من العائلات التي تسربت المياه إلى مساكنها على مستوى ولاية الجزائر، حيث أحصت مصالح الحماية المدنية خلال نهار أمس ما لا يقل عن 44 تدخلا دون تسجيل خسائر في الأرواح. وبهذا الخصوص أوضح المكلف بالاتصال بالحماية المدنية لولاية الجزائر السيد سفيان بختي أن المصالح المذكورة قامت منذ الساعة الرابعة صباحا وإلى غاية الواحدة زوالا من نهار أمس ب44 تدخلا لإجلاء العديد من العائلات التي تسربت المياه إلى مساكنها نتيجة ارتفاع منسوب الوديان الواقعة على حواف المناطق التي تقطن بها. وأضاف بأنه تم تسجيل بعض الحالات ''الحساسة'' على غرار تلك المسجلة بالشاطئ الأزرق (آزور بلاج) حيث تم إجلاء 27 عائلة مؤقتا التي عادت خلال فترة الظهيرة إلى مساكنها بعد ضخ المياه إلى الخارج، بالإضافة إلى إجلاء سبعة أشخاص من فندق ''لانوماد'' الواقع بشاطئ النخيل. وببئر توتة وتحديدا على مستوى طريق سيدي عابد تسربت المياه إلى نحو 40 مسكنا حيث تم إحصاء تسع حالات استدعت الإجلاء. ومن جهة أخرى قامت مصالح الحماية المدنية بإخراج سيارة كانت محاصرة في النفق الرابط بين عين البنيان وسطاوالي نتيجة ارتفاع منسوب المياه داخله.