اختتمت مؤخرا بالمسرح الجهوي لمدينة باتنة فعاليات شهر المونولوغ، بإجماع على ضرورة تكثيف مثل هذه التظاهرات الثقافية التي خلقت أجواء حميمية بين الجمهور الذي سجل حضورا قياسيا، والممثلين الذي تعاقبوا على المنصة طوال شهر كامل مع تسجيل نجاح غير مسبوق للتظاهرة. تميزت سهرة الاختتام بحضور كبير للجمهور الذي أبى إلا أن يتابع عرض الفكاهي سليم مجاهد المعروف ب »سليم الفهامة«، حيث احتشد المئات من الشباب أمام مدخل المسرح للظفر بمكان داخل القاعة التي لم تعد تقوى على استيعاب المزيد من المتفرجين، حيث أجمع العديد ممن التقتهم »المساء« على ضرورة عدم تفويت فرصة متابعة ما يقدمه سليم عن قرب.. معبرين عن مدى إعجابهم بعروضه الفكاهية الهزلية التي اعتادوها من خلال »الفهامة«. الرد كان بالمثل من قبل سليم الذي انبهر وهو يواجه جمهور باتنة لأول مرة في حياته ومشواره. فلأزيد من ساعة ونصف من الزمن استطاع »سليم« ان يستدرج الحضور ويكشف عن احترافية كبير في التعامل مع الجمهور، واعتمد صورا إيحائية لنقل رسالته واضحاك الناس وإمتاعهم. كما اشتمل عرض »سليم الفهامة« سلسلة من النكت التي وضعها في قالب تمثيلي خفيف، اعتمد فيها على تفاعل الجمهور الباتني معه، حيث تطرق الى مواضيع مختلفة تخص السلوك الاجتماعي الجزائري.. مستدلا بنماذج من الواقع اليومي الذي يعالج فيه عدة قضايا اجتماعية بالأساس. التظاهرة كانت ناجحة بشهادة جميع من تابعوا فعالياتها التي شهدت تقديم 32 مونولوغا، ونوه في هذا السياق بمدير مسرح باتنة الجهوي، السيد يحياوي محمد، وبالجمهور النوعي الذي تابع بشغف مختلف عروض المونولوغ المقدمة. مشيرا إلى دور وأهمية مثل هذه التظاهرات التي من شأنها بعث الحركية الثقافية بالولاية، وعن التظاهرة، أوضح بأنها تجربة تضاف إلى مسيرة ومشوار مسرح باتنة وتؤسس لتقاليد مسرحية جديدة تبحث في كيفية مد جسور التواصل بين الفنانين والجمهور. ومن جهته، أكد المكلف بالإعلام بالمسرح الجهوي بباتنة، السيد بومايلة بلقاسم، أن مثل هذه التظاهرات تساهم بقدر كبير في تهذيب ذوق الجمهور وترقيته وتكشف عن صدى الأعمال المقدمة.