تم نهاية الأسبوع اختيار السيناتور باراك أوباما رسميا مرشحا عن الحزب الديمقراطي لخوض سباق الانتخابات الرئاسية الامريكية ليكون بذلك أول مواطن أمريكي من أصل إفريقي يفوز بترشيح حزب ديمقراطي في الولاياتالمتحدة وربما اول رئيس أسود لها. وأعلن باراك أوباما قبوله لترشيح الديمقراطيين له في الانتخابات الرئاسية في خطاب ألقاه أمام حوالي 75 ألفا من مناصريه الذين جاؤوا من مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة للمشاركة في اختتام أشغال مؤتمر الحزب الديمقراطي في مدينة دنفر بولاية كولورادو غرب الولاياتالمتحدة. وجاءت كلمة أوباما ساعات بعد ترشيحه رسميا باسم الحزب الديمقراطي الذي صادق ايضا على اختيار السيناتور جوزيف بايدن مرشحا لمنصب نائب الرئيس. وأعرب المرشح الديمقراطي عن امتنانه لترشيحه رسميا وقال أمام نحو 75 ألف شخصا من أنصاره "بامتنان عميق وتواضع كبير اقبل تعيينكم لي مرشحا لرئاسة الولاياتالمتحدة" مما أثار صيحات الابتهاج التي سمعت على بعد كيلومترين من ملعب دنفر الذي احتضن التظاهرة. وتعهد أوباما الذي يتمتع بقدرات خطابية مميزة بالعمل على الحفاظ على الحلم الأمريكي وقال أن "هذا الحلم هو الذي جعل من الولاياتالمتحدة بلدا ليس ككل الدول الأخرى". وأضاف "إذا عملنا جاهدين وقدمنا تضحيات فكل واحد منا سيتمكن من تحقيق حلمه وأكثر من ذلك التجمع في العائلة الأمريكية الكبرى للتأكد من أن الجيل الجديد سيتمكن بدوره من مواصلة هذا الحلم". وأكد في هذا السياق انه لن يتردد أبدا في الدفاع عن الولاياتالمتحدة في حال أصبح رئيسا للبلاد. وبالرغم من أن خطاب باراك اوباما لم يحمل الجديد فان كلماته اتخذت أهميتها كونها جزءا من خطاب حدد فيه أهدافه في حال أصبح رئيسا للولايات المتحدة. كشف المرشح الديمقراطي عن خطة لإنقاذ الولاياتالمتحدة من "السياسات الفاشلة" وإعادة بناء الجيش والانسحاب بصورة مسؤولة من العراق. وبالرغم من تحامله الشديد على إدارة الرئيس بوش التي اتهمها بالإخفاق في اتخاذ القرارات المناسبة في عديد القضايا الحاسمة الا انه لم يشأ تحميل الرئيس الحالي جورج بوش كل متاعب الولاياتالمتحدة الراهنة. وقال "علينا أن نقف في الرابع من نوفمبر القادم ونقول إن ثماني سنوات كافية، إننا بلد أفضل من هذا". وتعهد بإنهاء الحرب على العراق ب"صورة مسؤولة" تماما كما هو الشأن بالنسبة لمسألة انهاء الحرب الامريكية ضد القاعدة وطالبان في أفغانستان. ولكن المرشح الديمقراطي الذي رشحته العديد من الدوائر الامريكية للوصول إلى كرسي البيت الابيض الخريف القادم لم يفوت المناسبة ليطلق النار على منافسه الجمهوري جون ماك كين بعدما اتهمه بأنه لا يفهم وضع الأمريكيين. وقال اوباما "لا اعتقد أن السيناتور ماك كين يستخف بما يجري في حياة الأميركيين ولكنني اقول انه لا يعرف ماذا يجري وإلا لماذا يصف الطبقة الوسطى بأنهم أولئك الذين يكسبون اقل من خمسة ملايين دولار سنويا". غير أن المرشح الجمهوري سارع للرد على اتهامات أوباما واكد ان خطاب هذا الاخير حمل تلفيقات كاذبة وان سيناتور ولاية الينوا غير مؤهل لأن يكون رئيسا لأكبر قوة في العالم. وقال توكير بوندس المتحدث باسم ماك كين ان الامريكيين سمعوا خطابا ملفقا يتناقض تماما مع الحصيلة المحتشمة التي حققها اوباما الذي لا يزال غير مستعد لتولي رئاسة البلاد.