تعقد مجموعة الاتصال للتعاون الجزائري-البريطاني في مجال مكافحة الإرهاب والمسائل الأمنية اجتماعها الثاني اليوم بالعاصمة البريطانية لندن، برئاسة كل من السيد كمال رزاق بارا مستشار لدى رئيس الجمهورية والسيد سيمون مانلي مدير الدفاع والتهديدات الاستراتيجية بوزارة الخارجية البريطانية. وقد ذكر مصدر مقرب من الوفد الجزائري لوكالة الأنباء الجزائرية، بأن هذا الاجتماع الذي يدوم يومين، يندرج في إطار آليات هيكلة الحوار والتشاور بين الجزائر والمملكة المتحدة حول مجمل المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب العابر للحدود وصياغة التدابير اللازمة من أجل تعميق التعاون الثنائي في أبعاده السياسية والدبلوماسية والقضائية والمالية والعملية وكذا الدعم التقني. وسيمكّن اللقاء الطرفين من تقييم وتبادل التحليل والأخبار حول مدى تقدم مكافحة الإرهاب في البلدين ونتائجه على المستوى الإقليمي والدولي. وكان البلدان قد جددا مؤخرا عزمهما على إعطاء دفع لعلاقاتهما الثنائية ولا سيما في مجال التعاون الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب العابر للاوطان، حيث تم خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الوزير المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية للمملكة المتحدة وبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية السيد اليستر بورت إلى الجزائر منتصف الشهر الجاري، إبراز التطابق التام في وجهات نظر البلدين بخصوص المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب وخاصة منها ما يتعلق بالتصور المطروح من قبل الجزائر حول إسهام الدول الكبرى في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل الإفريقي وكذا بموقفها إزاء مسألة تجريم دفع الفدية للتنظيمات الإرهابية، وهو الموقف الذي جددت بريطانيا تأييدها له انطلاقا من قناعتها أيضا بأن هذه الفدية تعتبر قاعدة لتمويل الإرهاب ومن الضروري مكافحتها. وتراهن الجزائر وبريطانيا في إطار ترقية تعاونهما الأمني، بشكل كبير على مجال تبادل المعلومات والخبرات وهو الهدف الذي يندرج في إطاره اجتماع مجموعة الاتصال بين البلدين اليوم. وسبق للخارجية البريطانية أن عبرت عن رغبتها في تعاون أمني مكثف مع الجزائر لمواجهة العمليات الإرهابية في دول الساحل الصحراوي، وأشادت بالتجربة الجزائرية وبجهود مختلف قوات الأمن في محاربة الإرهاب في المنطقة، معلنة تأييدها للمقاربة الجزائرية حول إمكانية إسهام الدول الكبرى في مكافحة الإرهاب بالساحل من خلال تقديم الدعم التقني واللوجستي والمساهمة في إحداث التنمية بالمنطقة.للتذكير فإن التعاون الجزائري- البريطاني تؤطره لجنة مشتركة تم إنشاؤها خلال زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى المملكة المتحدة في ,2006 وتتفرع عنها عدة لجان فرعية للتعاون، ومنها اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب التي تم إنشاؤها مؤخرا ويترأسها مناصفة مستشار رئيس الجمهورية من الجانب الجزائري والمدير المكلف بالمسائل الخاصة بمكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية عن الجانب البريطاني. وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول مطلع السنة الجارية، وهي تسعى إلى تدعيم التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، لا سيما من خلال التكوين وتبادل المعلومات.